رأى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أن بلاده لا تنظر إلى «إسرائيل كعدو بل كحليف محتمل، في العديد من المصالح التي يمكن أن نسعى لتحقيقها معاً»، معقّباً: «لكن يجب أن تحل بعض القضايا قبل الوصول إلى ذلك»، دون تحديد ماهية المطالب.
واعتبر في مقابلة أجراها مع مجلة «ذا أتلانتيك» الأميركية أن الإمارات «مثل أي دولة، لها الحرية الكاملة في القيام بأي شيء ترغب القيام به حسب ما ترى». وتابع القول: «أما بالنسبة إلينا فإننا نأمل أن تُحل المشكلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين»، دون تفاصيل أكثر.
أما عن إيران، فقال ابن سلمان: «إنهم جيراننا، وسيبقون جيراننا للأبد، ليس بإمكاننا التخلص منهم، وليس بإمكانهم التخلص منا، لذا فإنه من الأفضل أن نحل الأمور، وأن نبحث عن سُبل لنتمكن من التعايش، وقد قمنا خلال أربعة أشهر بمناقشات، وسمعنا العديد من التصريحات من القادة الإيرانيين، والتي كانت محل ترحيب لدينا في المملكة العربية السعودية».
وبالنسبة إلى الاتفاق النووي، صرَّح: «أعتقد أن أي بلد في العالم لديه قنابل نووية يُعد خطيراً، سواء إيران أو أي دولة أخرى، لذا نحن لا نود أن نرى ذلك، وأيضاً نحن لا نرغب في رؤية اتفاق نووي ضعيف، لأنه سيؤدي في النهاية إلى ذات النتيجة».
كذلك، أكد ولي العهد أنه والعائلة الملكية في قطر عائلة واحدة، واعتبر أن المشكلة السابقة معهم انتهت، قائلاً: «والأمر مثل شجار بين الأشقاء، ما يعني أنهم حتماً سيتجاوزونه، وحتماً سوف نصبح أفضل الأصدقاء، فلدى دول مجلس التعاون الخليجي النظام نفسه، ولدينا الآراء السياسية نفسها بنسبة 90% على ما أعتقد، ونواجه المخاطر الأمنية نفسها، والتحديات والفرص الاقتصادية نفسها، وكذلك لدينا المجتمع والنسيج الاجتماعي نفساهما».
وحول قضية مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، رأى ابن سلمان أنه «من المؤلم رؤية أي شخص يُقتل دون وجه حق، لذلك، حتى لو كان الشخص يستحق عقوبة الإعدام أكثر من أي شخصٍ آخر في العالم، فيجب أن يخضع للنظام القضائي، ويجب أن يكون له الحق في الدفاع عن نفسه».
واعتبر أن ما حدث «يُعد أمراً مؤلماً، ونتمنى ألَّا يحدث لمواطن سعودي أو لأي مواطن في العالم بأسره، وذلك كان فشلاً ذريعاً في النظام، وقد بذلنا قصارى جهدنا لإصلاح النظام، والتأكد من عدم حدوث مثل ذلك مرة أخرى».
ثم أكد أن النظام القضائي اتخذ إجراءات وأحال أشخاصاً إلى التحقيق، ومن ثم إلى المحكمة، وبعد ذلك «قررت المحكمة عقوبات مختلفة عليهم، وهم يواجهون تِلك العقوبات».
كذلك، رأى أن قضية خاشقجي تلقّت كل هذا الاهتمام «لأن هناك العديد من الناس الذين يريدون أن يتأكدوا من أن مشروعي، مشروع السعودية اليوم رؤية 2030 يفشل، ولكنهم لن يستطيعوا المساس به، ولن يفشل أبداً، ولا يوجد شخص على هذا الكوكب يمتلك القوة لإفشاله».
وعن قضية اعتقال الأمراء السعوديين في فندق «ريتز كارلتون»، لفت ابن سلمان إلى أن القرار لم يكن صادراً عنه، بل «كان أحد أوامر الملك سلمان في بداية عام 2015»، وقد بدأت الحكومة وقتها في جمع الملفات وتم تجهيزها في عام 2017، ومن ثم أصدر الملك القرار بنفسه.
وختم بالقول: «كان ذلك رسالةً قوية، لقد اعتقد البعض أن السعودية كانت تحاول اصطياد الحيتان الكبيرة والمحترفة، لكنهم بحلول عامَي 2019 و2020، أدركوا أنه حتى لو سرق أحدهم 100 دولار فسيدفع الثمن».
وكانت إسرائيل قد وقّعت اتفاقيات تطبيع في عام 2020 مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.