رسالة من قائد الجيش للعسكريين

وجّه قائد الجيش العماد جوزاف عون رسالة للعسكريين في عدد شهري كانون الثاني/شباط ٢٠٢٢ من مجلة الجيش، بعنوان “الصمود والأمل”، وجاء فيها:

 

بالأمس طوينا صفحة عام عشنا فيه أصعب التحديات وأقسى الأزمات. واجهنا وضعًا اقتصاديًا متدهورًا، وتحمّلنا تبعاته القاسية علينا وعلى عائلاتنا. أثقلَنا هذا الحمل كثيرًا، ولكن في المؤسسة العسكرية رجال تدرّبوا على تحمّل المشقّات ومواجهة التحديات والمحن، لأنّ الوطن يبقى الأولوية والمهمّة المقدّسة.

 

حربنا اليوم، هي حرب إرادات. من يملك الإرادة يصمد ويفوز. إنّي على يقين وثقة بأنّ إرادتكم صلبة كما عهدتكم دومًا. لن تنال من عزيمتكم هذه الأزمة، لا بل يعلم القاصي والداني بأنّكم رجال أبطال خبِر تراب الوطن تضحياتكم وصمودكم. إنها مرحلة الرجال، الرجال الأشدّاء الذين لا تقوى عليهم التحديات. أنتم الأمل الأخير لشعبنا. المرحلة دقيقة وحسّاسة، وتنتظرنا استحقاقات وطنية بالغة الأهمية. اللبنانيون يثقون بكم، كذلك المجتمع الدولي. أنتم خلاص هذا الوطن وضمانة وجوده ومستقبله. وطننا اليوم أكثر حاجة إليكم، لا تفقدوا الثقة به بسبب الأزمة التي يعيشها حاليًا، والتي ستنتهي حتمًا، ليستعيد بريقه من جديد.

 

أقسمنا يمين الدفاع عن وطننا وشعبنا، وسنستمر! رفاقنا سبقونا على طريق الشهادة من أجل هذا الوطن وهذا الشعب، يجب أن نبقى أوفياء لدمائهم. كونوا على ثقة بأن قيادتكم كانت وستبقى إلى جانبكم، لتخفّف عنكم الأعباء، وتعاونكم على اجتياز الأزمة. كونوا قدوة في مجتمعكم وأمام أبنائكم بحبّكم للوطن والتمسّك بترابه الغالي. علّمتنا الحياة العسكرية التضحية والصمود، لذا سنبقى صامدين وثابتين في قناعاتنا وإيماننا بوطننا لاجتياز هذه المرحلة، وسيبقى الأمل بغدٍ أفضل هو شعارنا الذي نتمسّك به، للمضي قدمًا بتنفيذ مهماتنا بقناعة وعزيمة وثبات للدفاع عن وطننا، ومؤازرته للخروج من هذه المحنة سليمًا ومعافًى، فيعود إلى تصدُّر موقعه كمنارةٍ للشرق.

Exit mobile version