احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بعيد بشارة مريم العذراء في كنيسة سيدة البشارة في الكلية الشرقية، حيث اقيم استقبال لسيادته عزفت فيه موسيقى طلائع فرسان العذراء فرع الشرقية، وأدى التحية افراد من كشاف فوج زحلة الثالث ، وكان في مقدمة المستقبلين مدير الكلية الشرقية الأب شربل أوبا ولفيف الآباء والهيئتين الإدرية والتعليمية في المدرسة.
وترأٍس سيادته صلاة الغروب والقداس الإحتفالي بمشاركة الآباء شربل أوبا، جاورجيوس شبوع، باسيليوس كنعان وباخوميوس زعرب، وخدمته جوقة مار الياس المخلصية بقيادة فادي نحاس بحضور جمهور المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران ابراهيم عظة توجه فيها بالمعايدة من كل الذين يحتفلون بالعيد وقال :
” أشكر الأب الرئيس شربل أوبا لدعوته لي للإحتفال بالعيد وهذا شرف كبير لي أن اكون واحداً من الكثيرين الذين احتفلوا بهذا العيد على مر الأجيال في هذه الكلية العريقة التي خرّجت للمجتمع، لزحلة والبقاع وللبنان ولكل العالم الكثير من المبدعين والناجحين . وكل انسان لديه دور يؤديه ويتعلم الكثير من مدرسته،من هذه الكلية ويعطي للعالم بكرم كبير.
انا سعيدجداّ ان اكون معكم في هذا العيد، وصحيح ما قاله المثل الشعبي ” الأم بتلم ” هذا هو حضن العذراء الذي يتسع لنا جميعاً وقلبها الكبير الذي يجذبنا لحنانها وعطفها علينا، وهي كما تبشرت مرّة تبشرنا كل يوم بأنها معنا. هي العذراء سيدة البشارة التي تتحدث الى قلوبنا مباشرة كما الأم تتحدث مع ابنها. نحن اليوم في عيد ولكننا ايضاً في زمن صوم، والعيد لا يلغي الصوم ولا الصوم يلغي العيد نجاهد سوياً في تحضير النفس لعيد الفصح المجيد وهذه هي مهمة الصيام لكي نعيش موسم القيامة عن استحقاق. واجمع الآباء على ان التجربة الأكبر هي الكبرياء وخصوصاً كبرياء الصائمين ، ويعلمنا الآباء بأن الإنسان يمكن ان يتوقف بإرادته عن الأشياء المحرّمة ويحرم الجسد من ملذات كثيرة لكن مع الأسف أحياناً كثيرة يبقي الباب مفتوحاً للكبرياء لأن الإنسان يميل الى ان يحسب نفسه صاحب قوة وصاحب قدرة روحية وافتخار. أمام هذه التجربة لدينا مثل يساعدنا كيف نعيشها مثل وايقونة موجودة امامنا نحن المؤمنين هي صورة العذراء مريم التي عندما بشرها الملاك مدحها وقال لها ” السلام عليك يا مريم ياممتلئة نعمة الرب معك ” أي انها مختارة من بين كل نساء العالم وهذا بحد ذاته امر عظيم ، واجابته وهي منحنية ” ها انذا امة للرب فليكن لي بحسب قولك” . الإنسان الذي يتلقى المديح يفتخر به وهذه طبيعة البشر ، احياناً الذي يتعرض للمديح يبدأ يتعاظم وينتفخ ، اما العذراء امام مديح السماء وهو بأكمله حقيقة ليس فيه كذب ولا مواربة وهو صادق، بقيت متواضعة. وبكل الأحوال لا يجوز ان نفتخر لأنه كما يقول القديس بولس ” من يفتخر عليه ان يفتخر بالرب ” اي بما وهبه الرب من نعم لأن كل شيء هو نعمة وعطاء من الرب .
نذكر ايضاً في الإنجيل عندما ذهبت مريم الى اليصابات التي استقبلتها بالمديح ” من اين لي هذا ان تأتي ام ربي الي ” فأجابتها العذراء ” تعظم نفسي الرب ” ولم تشعر بأنها هي التي تتعظم من كلام اليصابات التي قالت لها ” مبارك هو ثمر بطنك ” اي انها تعرف حقيقة حمل مريم التي لم تتكبر، احست ان هذا التسبيح موجه الى الله الذي يباركنا في كل مراحل حياتنا، ومرة جديدة قالت مريم ” تعظم نفسي الرب الذي نظر الى تواضع امته ” نظر الي لأني متواضعة، ولني متواضعة ” ها منذ الآن تطوبني جميع ألأجيال “.
الكنيسة عندما تمدح العذراء ترينا ان العذراء هي المرأة، الأم، الخادمة، الأمينة والمتواضعة، ام الله كونها حملت ابن الله، الإفتخار فقط كان لديها بالتجسد الإلهي وانتقال المؤمنين من كونهم لا شيء قبل المسيح الى كونهم اصبحوا بالتجسد مخلصين بالمسيح .
الإنسان يكبر بكلمة الله ولا يكبر بجسده ولا بجماله ولا بعلمه، ولو كنا في كلّية توزع العلم دعونا نعرف ونعلّم اولادنا بأن العلم لا يكبّر، التواضع هو الذي يكبّر ، الشهادة الأعظم التي يمكن ان تقدمها الكلية الشرقية اليوم هي شهادة التواضع .
في الختام اشكر الآباء الذين يقدمون الكثير من جهدهم وشبابهم ومن علمهم وتواضعهم ومحبتهم لتتقارن روح التواضع وروح العلم وتصبح ميزة الإنسان الذي عليه سيبنى مستقبل لبنان هذا الوطن الذي يمر في محنة تلة الأخرى ولا شيء يمكن ان يخلّصه الا تزاوج العلم مع التواضع بإذن الله .”
بعد القداس انتقل الحضور الى صالون الكلية الشرقية حيث تبادلوا التهاني بالعيد وبارك المطران ابراهيم مجسماً للكلية الشرقية يضم كل تفاصيل المدرسة.