المطران ابراهيم في قداس عيد البشارة من الفرزل : مريم العذراء تحتضننا في كل ألأوقات

احتفلت رعية سيدة البشارة في الفرزل بعيد البشارة بقداس احتفالي ترأسه راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، الذي كان في استقباله رئيس البلدية ملحم الغصان وابناء وكهنة البلدة، وسط عزف موسيقى الكشاف وقرع الأجراس ترحيباً بالزائر الكبير.

وشارك سيادته في القداس الذي خدمته جوقة الأبرشية، النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، الرئيس العام لجمعية الآباء البولسيين الأب مروان سيدي ابن الفرزل، كاهني البلدة طوني ابو عراج وجوزف جبور،والآياء جورج اسكندر الياس ابراهيم وشربل راشد، بحضور النائب ميشال ضاهر وعقيلته السيد مارلين ونجله جورج، رئيس البلدية ملحم الغصان واعضاء المجلس البلدي، المخاتير جورج دعيبس وهاني ضاهر، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل وحشد من ابناء البلدة.

بعد الإنجيل المقدس الى المطران ابراهيم عظة تحدث فيها عن معاني البشارة وقال :

” من سيدة النياح الى سيدة البشارة، العذراء تحتضننا في كل الأوقات وفي كل الفصول، ولكل فصل جماله الرائع، وأجمل الفصول هو فصل البشارة في تاريخ الخلاص لأن الكثيرون يعتقدون ان التجسد حصل عند الميلاد لكن في الحقيقة اللاهوتية التجسد حصل في البشارة، وكلمة العذراء التي قالتها للملاك ” أنا أمة للرب ” كان بدء الحمل، وهكذا الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس أخذ انسانيتنا وتجسد من بطن العذراء مريم وصار انساناً مثلنا في كل شيء ما عدا الخطيئة. نحن نسمع عن آدم وحواء وعن الفردوس ونعرف ان الإنسان خلق على صورة الله ومثاله لكن البعض يعتقد ان هذه الصورة هي صورة اعضاء الجسد ( العين، الأذن، اليدين…) طبعاً الله ليس هكذا، الله نور وروح وعقل، الله حقيقة لتتغير ولا تتجزأ لا ماضي لها ولا مستقبل، الله هو كل شيء. ومنذ البدء الله كان عارفاً كيف ستكون مسيرة الخلق ومسيرة الخلاص بعد الخطيئة. خلق الإنسان طبيعة على صورة طبيعة وليس شخصاً على صورة شخص، طبيعة انسانية على صورة طبيعة الهية. الطبيعة الإلهية هي الطبيعة الكاملة لا نقص فيها ولا تشوش ولا اختلاط . الطبيعة الإنسانية التي تشوهت بالخطيئة لا يمكن ان نرمي السبب بذلك او الجرم على شخص، هي طبيعة اصيبت بخلل وأصبحت بحاجة الى ترميم، لكن في التقليد الكتابي نركز على الحوار الذي حصل بين حواء والحيّة، ونقول ان الحية تمثل الشيطان او الشر الذي يحاول ان يسيطر على عقل الإنسان وحواء تمثل البشرية والطبيعة الإنسانية التي بحريتها اختارت أن تتكبر على الحقيقة الكاملة التي هي الله، وهكذا تشوهت وارتمت في حضن الخطيئة.”

واضاف ” أصبحنا بحاجة الى فردوس جديد والى حواء جديدة والى بطن جديد والى آدم جديد، وهكذا منذ الأزل الله يفتش عن المرأة القادرة ان تكون أماً لإبنه الوحيد يسوع المسيح وكان اختيار مريم منذ الأزل، ولو اراد كل واحد منا ان يختار امه كان اختارها على صورة مريم، وهذه المدينة الفرزل تحتوي كنيستين لمريم العذراء. انتم اخترتم مريم كما اختارها الله. اخترتم مريم لأنكم تحبون الفردوس الجديد، انتم ابناء عهد جديد، نحن ابناء حواء الجديدة مريم، نحن ابناء واخوة آدم الجديد يسوع المسيح، وهكذا طبيعتنا تترمم بالتجسد الذي ابتدأ يوم البشارة وحتى اليوم.

انا مليء بالثقة ان الترميم الذي يريده الله لنا قد تم على الصليب وبالقيامة، حيث المسيح الذي لبسنا اعطانا القوة بأن نلبسه ايضاً ” انتم اللذين بالمسيح اعتمدتم المسيح قد لبستم ” كما لبسكم المسيح ، واصبحنا على مثاله في الصورة الجديدة وفي الطبيعة الجديدة، موجودون للحيا وليس للموت لذلك لم يعد للموت سلطة علينا، الجسد يعود الى التراب لكن الروح خالدة لا تموت.

هذه البشارة العظيمة التي حولت مجرى التاريخ بكلمة قالتها مريم ” نعم ها انا أمة للرب” بحريتها اختارت ان تقول نعم وأن تكون خادمة للرب وهي سيدة التواضع. وهي التي قالت ” تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر الى تواضع أمته، فها منذ الآن تغبطني جميع الأجيال ” .”

وختم سيادته ” انشاءالله العذراء مريم تلمس قلوبكم في هذا الزمن الصعب وتلمس بيوتكم وتلمس لبنان والعالم المريض الذي هو بحاجة لشفاء من داء الحروب وداء الأمراض ومن داء الكبرياء الذي يوصلنا الى هدم الإنسان والإنسانية جمعاء. لا يبقى لنا سوى مريم القائدة القاهرة القادرة على تحويل مسار حياتنا نحو ابنها يسوع.”

وكانت كلمة للأب جوزف جبور شكر فيها المطران ابراهيم على محبته وتلبيته الدعوة لزيارة الرعية والمشاركة بعيد البشارة وقدم اليه ايقونة السيدة العذراء عربون محبة وتقدير من ابناء الرعية.

بعد القداس انتقل الحضور الى صالون الكنيسة حيث اقيم حفل كوكتيل على شرف المطران ابراهيم جرى خلاله قطع قالب حلوى احتفالاً بأعياد ميلاد المطران ابراهيم، النائب ميشال ضاهر وعقيلته ورئيس البلدية ملحم الغصان، المصادف ولادتهم في شهر أذار.

وتبادل الحضور التهاني بالعيد وتعرفوا الى المطران ابراهيم. والجدير ذكره ان طرقات الفرزل ازدانت باليافطات المرحبة بالمطران ابراهيم.

Exit mobile version