اعلنت الإعلامية غادة عيد، في حديث صحافي نشرته عبر حسابها على “فايسبوك” أنّ “17 تشرين” لم تولد من ترف، بل من حاجة المجتمع إليها، ومن واقع مرير عند الناس التي فقدت إنتماءها وثقتها في الدولة، قبل أن تفرض الأمور الحياتية نفسها على الثوار الذين تعرضوا إلى أبشع أنواع الضغوطات من قبل السلطة، وينكبون على تأمين أبسط مقومات الصمود اليومية.
ورأت أن “الثورة” أخطأت في أنها لم تفرز مجلس قيادة، لأن نسيج المجتمع اللبناني الذي يفتقد القدرة على العمل الجماعي لصالح الـ “أنا”، دفع الثوار إلى رفض إبراز قيادات من “الثورة”، وهذا ما لا يمكن أن يستمر في خلال خوض الإنتخابات النيابية التي تتطلب توحيد الرؤية. وتوجهت عيد إلى الشخصيات السياسية “المستقلة” عن الأحزاب والتي تشكل جزءاً من السلطة، بالقول: “روحوا اشتغلوا على تشكيل جبهة معارضة، ولكن دعوا الثوار وشأنهم، دعوا المجتمع المدني الثائر وشأنه، لماذا أتيتم إلى الثوار من أجل شرذمة صفوفهم؟”.
عيد التي لم تجد نفسها مضطرة إلى مراعاة أيٍّ من مكونات “الثورة” المتلوّنة، أشارت إلى أنها سوف تخوض الإنتخابات بعناوين تغييرية محددة، ألا وهي: “مشروع الدولة”، أي دولة صاحبة السيادة، ضدّ السلاح غير الشرعي، ضدّ الفساد، ضدّ منطق غلبة القوة، ومنطق تغليب القانون، تمهيداً لتطبيق الحوكمة ونظام الحكم الصالح.
وشددت عيد على أنّ الدولة بسلاح غير شرعي لا يمكن أن تستقيم، مشيرة إلى أنّ الذين لا يريدون رفع هذه الشعارات، لن ينالوا أصوات الناس التوّاقة إلى التغيير.
ورأت أن الهدف اليوم جمع اللبنانيين تحت مشروع الدولة، مع رفض اداء الأحزاب، ولو غيّرت مرحلياً في خطابها.
وأشارت إلى أنّ اللوائح التي ستضم شخصيات حزبيّة لا يمكن القول أنها تمثّل “الثورة”، لأن الثوار على الأرض يرفضون التحالف معها إنتخابياً اليوم.وتوقفت عيد عند أهمية “17 تشرين” في تاريخ لبنان الحديث، رغم عدم إكتمال معالمها كـ “ثورة”، إلا أنها خلقت نواة سوف تترجم في صناديق الإقتراع، رغم صعوبة القانون الإنتخابي والحالة المادية الصعبة التي تمرّ بها البلاد، وكون “الثورة” هي حالة تراكمية، فإن وهجها سيظل قبل وخلال وبعد الإنتخابات من أجل رفض كل أداء المنظومة لإنقاذ لبنان.
وعيد كانت توقفت اليوم عند ذكرى ١٧ تشرين ودونت على صفحتها الاتي:
اليوم ١٧ تشرين.
في مثل هذا اليوم منذ عامين سقطت منظومةالفساد بشر محاصصاتها ونهبها للدولة ،وهيي تدير افلاسها وعجزها بدلا من ادارة الحكم وتحصد الفشل تلو الاخر.
هذه المنظومة تحاول انعاش نفسها منذ عامين وهي عاجزة عن النهوض بالوطن من الغيبوبة.
هذه المنظومة ..لا تريد دولة بل دويلات…ها هي مجددا تشد عصبها الطائفي التي عاشت على امجاده لتلعب اخر اوراقها الساقطة .
١٧ تشرين لم يصبح جاهزا بعد للاحتفال به كذكرى.
اننا نعيش ١٧ تشرين في ضمائرنا.
الثورة مسيرة مستمرة ..انها تراكم وعي يؤدي الى الصحوة الكاملة.
ولا بد من الصحوة.
وبغير ذلك سيستحيل العيش.ولن تعود الحياة الى الوراء.