المطران ابراهيم احتفل بقداس اثنين الباعوث في مشغرة

 

احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بقداس اثنين الباعوث في كنيسة سيدة النياح في بلدة مشغرة، وهو قداسه الأول في البلدة بعد التولية، بمشاركة كاهن الرعية الأب زاكي التن والآباء الياس ابراهيم وشربل راشد وحضور دولة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، رئيس دائرة امن عام البقاع العقيد بشارة ابو حمد، مدير تحرير جريد النهار غسان حجار، الأب متري الحصان كاهن رعية القديس نيقولاوس للروم ألأرثوذكس في مشغرة، وحشد كبير من ابناء البلدة.

بعد الإنجيل المقدس كانت للأب زاكي التن كلمة ترحيب بسيادته في مشغرة، بعدها كانت عظة للمطران ابراهيم توجه فيها بالتهنئة بعيد الفصح وقال :

” المسيح قام حقاً قام

انه زمن القيامة المجيدة, نعيش من جديد هذا الحدث، هذه البهجة العظيمة النابعة من ايماننا العميق بأن المسيح الذي مات من اجلنا على الصليب قام من بين الأموات منتصراً على الموت وعلى كل رموزه، راسماً لنا بداية جديدة لمسيرة الخلاص التي حصلنا عليها بالقيامة.

في هذه المسيرة تتوحد قلوبنا ونصبح كلنا عائلة واحدة بيسوع المسيح الذي افتدانا. هذه نتيجة القيامة وهي اجمل ما نعتبره كمسيحيين ان نكون عائلة واحدة مع بعضنا البعض ومع كل اخوتنا الباقين في الإنسانية.

في هذه المسيرة تتوحد قلوبنا ونسير كعائلة واحدة لا تشمل فقط الذين يحبونا بل الذين يكرهوننا ايضاً لأن المسيحي مدعو الى محبة الجميع. في القيامة اصبحنا اخوة مع كل البشر حتى مع الذين احيناً يسيئون الينا، وهنا قوتنا كمسيحيين ان نعرف كيف نغفر كما غفر المسيح لصالبيه وهو على الصليب. وكم من مرة سببنا لغيرنا الأذى عن دراية او عن غير دراية فتألموا عنا او بسببنا، فلنغفر لهم جميعاً وليغفروا لنا متبادلين هدية الغفران العظيمة في هذا العيد الكبير الذي فيه صالحنا المسيح مع ذاته ومع الله ومع اخينا الإنسان.”

واضاف ” القيامة هي فرح وهذه البلدة مشغرة بنيت على الفرح وكانت ليس فقط تعيش الفرح في داخلها ولكن نشرته في كل انحاء الدنيا، وكان لي الشرف انني تربيت مع رفاق في الإكليركية من مشغرة، كنا نفرح ولو مررنا على الطريق ونشعر اننا في بلدتنا بين اهلنا وأحبائنا، لأننا في الدير عشنا هذه الأخوّة وأصبحنا عائلة واحدة في دير المخلص مع ابناء هذه البلدة. وبالطبع هذه البلدة هي بلدة الإبداع في كل ما للكلمة من معنى لأنها انتجت عظماء، وهذه الكنيسة كم من الناس تقدسوا بداخلها من صلاتهم الصادقة العميقة وركعاتهم النابعة من القلب. وخدم هذه الكنيسة كهنة عظام وكان لي الشرف ان اتعرف الى البعض منهم وبشكل خاص الأب فيكتور نبعة، اشتذكره اليوم هذا الكاهن المتواضع، القديس، المبشر بكلمة الله بجدارة وبعمق وبثقافة روحية ولاهوتية. الأب فيكتور لم يكن الوحيد ونعرف من السنكسار الرهباني اسماء كبيرة خدمت هذا الكنيسة كالأب نقولا ابو هنا وهو أديب وشاعر عظيم وغيرهم من الآباء. وانتجت هذه البلدة مشتل الدعوات للكنيسة غيّرت وجه الكنيسة الى الأبد، وبشكل خاص اذكر المثلث الرحمات المطران سليم غزال الذي ربّانا منذ صغرنا. ابونا سليم وفي ما بعد سيدنا سليم انطبع في ذاكرتنا وفي مسيرة حياتنا وكان المثال، وقد ذكرت ذلك مراراً في يوم رسامتي الكهنوتية وفي يوم رسامتي الأسقفية وفي مواضع اخرى. المطران سليم حمل صورة مشغرة الحقيقية. انشاءالله ذكر سيدنا سليم لا يغيب عن بال المكرسين والمكرسات في الكنيسة اليوم لكي يقتدوا مثله، بالطبع هناك العديد من الأساقفة والكهنة انتجتهم هذه البلدة ومن بينهم معنا اليوم الأب الياس ابراهيم. وهناك ايضاً الذي رفع اسم مشغرة عالياً، الإنسان والشاعر والفنان الكبير زكي ناصيف الذي كان صاحب وجدان وكان مفكراً وروحانياً.

اشكر الأب زاكي على خدمته الطيبة، فهو الكاهن الذي يضع قلبه على يده ويمشي رحلة ايمان ورحلة عطاء في البساطة والتواضع والقناعة. هؤلاء الكهنة القديسين هم ما نحتاجه اليوم في الكنيسة التي يجب ان تكون حصناً منيعاً لا تخترقه روح الفساد لأن الفساد يمعن في تخريب الكنيسة كما يخرب اي شيء آخر.”

وعن مشغرة واهلها قال ابراهيم ” مشغرة كانت على الدوام ضرورة وحاجة لهذا الوطن سواء في الفن، الشعر، الأدب، العلم، الطب والهندسةـ اعطت رجالاً عظاماً. ومن بين الذي احب ان اذكرهم ايضاً اليوم شخص اثّر فينا جميعاً بروحه الطيبة، والدعابة التي كان يمتلكها هو المذيع المشهور رياض شرارة رحمه الله. رياض رفع اسم مشغرة الى اعلى الأمم. بالطبع لا استطيع ذكر جميع الأسماء فمشغرة ورّدت ادمغة الى كل الإنتشار اللبناني، وكا لي شرف الخدمة في كليفلاند اوهايو حيث كان المشغريون من المؤسسين لكنيسة مار الياس ومن ثم تعرفت عليهم بنوع خاص مجموعة رائعة وكبيرة جداً في اوتاوا وفي مونتريال وتورنتو، والجالية اللبنانية في كندا أثرت جداً وتطورت وقدمت الكثير من الخدمات لكندا وساهمت في تطوير كندا.

كما اذكر اليوم شخصاً نعتز به وبنجاحاته الأستاذ غسان حجار ونتمنى له كل الخير والتوفيق.”

وفي موضوع العيش الواحد قال : نحن فخورون بكم وبثباتكم في ارضكم في مشغرة. فالذين بقوا في مشغرة وتابعوا ضخ الحياة في سرايين هذه البلدة وثبتوا في ارضهم بمحبة وثقة كبيرة وبروح انفتاح للعيش المشترك او العيش الواحد مع اخوتنا المسلمين المهمين جداً في رسم خارطة وجودنا كمسيحيين في الشرق، نحن لا نستطيع ألإستغناء عنهم ولا هم يستطيعون ان يستغنوا عنا على الإطلاق وانا دائماً اقول ان الوجود المسيحي في الشرق هو ليس حصرياً مسؤولية المسيحيين لكن بنوع خاص هي مسؤولية المسلمين. استمرار الوجود المسيحي في الشرق هو مسؤولية اسلامية بإمتياز، وانا ادعو اخوتنا المسلمين في كل هذا البقاع وهذا الوطن العزيز لبنان ان يسيروا في هذه الدعوة، دعوة الحفاظ على المسيحيين، وهذا لا يقلل من قيمتنا ان نكون محبوبون ومحترمون وان نكون شركاء في الوطن.”

وفي ختام القداس قرأ الإنجيل بلغات مختلفة واقيم زياح في بالباحة الخارجية للكنيسة بمشاركة الأطفال واهاليهم. والتقى سيادته المهنئين في صالون الكنيسة وفي مقدمهم امام البلدة الشيخ عباس ديبه، وفد من قيادة حزب الله في البقاع الغربي برئاسة الشيخ محمد حمادي وعضوية ، الشيخ حمود عيسى ونائب رئيس البلدية المهندس عبدالله هدلا، ، وفد من حركة امل في البقاع الغربي برئاسة كامل العمار وعضوية وسيم يونس، حسام شرف وعلي العمار، رئيس مجلس الجنوب المستقيل والمرشح للإنتخابات النيابية الحاج قبلان قبلان، وعدد كبير من ابناء البلدة.

Exit mobile version