بكثيرٍ من الوجع والتوجس تنتظر أم عبدالله السبعينية، وهي على فراش المرض عودة ابنها الحاج عبدالله نصر الدين المخطوف منذ أكثر من سبعة أشهر من منزله في كامد اللوز في البقاع الغربي، والذي يوماً بعد يوم تتحول قضيته من خطف إلى قضية أسر.
فلا تعرف عنه شيئاً حتى اللحظة سوى أنه مخطوف من قبل عصابة لا رحمة عند أفرادها، لتدخل وباقي الأسرة في مسلسل القلق على مصير حياة ابنها المصاب بمرض عضال يحتاج إلى دواء وعلاج، ويوماً بعد يوم يتقلص الأمل لتردف الحاجة أم عبدالله، «حابة شوفه قبل ما موت»، وفي فمها غصة الأم الخائفة على مصير ابنها المعلق في نفق المجهول، ويتحكم بحياته أشخاص يتفننون بتعذيب الناس وابتزاز مشاعرهم.
الخاطفون معروفون بالأسماء الكاملة، ويتبيّن من خلال الأسماء المتداولة في عمليات خطف عديدة منها رجل الأعمال عدنان دباجة (خطف منذ أكثر من سنة وظل مخطوفاً لفترة ستة أشهر)، وعمليات خطف خليجيين ورجال أعمال سوريين، ومن خلال العصابة نفسها التي خطفت السينمائي صادق روللي منذ أربعة أيام، أنّ المشترك بين هذه العمليات، أسماء الخاطفين والآلية الفريدة في التعقب والمراقبة، والمعروف أن أحد كبار هذه العصابة (ش ن ياغي).
يروي أحد أفراد العائلة الرواية الكاملة لعملية خطف نصر الدين من أمام منزله في كامد اللوز في البقاع الغربي وكيفية ابتزازهم بمبلغ 300 ألف دولار بهدف الإفراج عنه، ويصّر على أن الخاطفين عصابة احتيال وابتزاز.
وقال بعد خطفه تلقينا اتصالاً يقول «ابنكم مخطوف مقابل فدية مالية»، وبعد إجراء التحقيقات اللازمة ومعرفة الجهة الخاطفة، وإجراء الكشف الفني على هاتف المخطوف، تم التأكد أن عملية الخطف ليست مرتبطة بعمل المخطوف. وبعد اتصال الخاطفين بذويه وطلبهم فدية مالية بقيمة ثلاثمئة ألف دولار مقابل إطلاق سراحه، تم التواصل مع القوى الأمنية التي تابعت القضية «وقالوا لنا إنه بمجرد دفع المبلغ المطلوب يتم إطلاق سراحه».
وتابع قريب المخطوف، «إن المبلغ الذي دفعناه تم جمعه من الإخوة والأقارب على مدى 5 أيام، تم نقل المبلغ بسيارة فرع المعلومات إلى بيروت حسب طلب الخاطفين، وعند الاتصال طلبوا وضع مبلغ 100000 دولار في إحدى شركات الصيرفة في منطقة بئر حسن في بيروت (شركة العبير للصيرفة)، ويوجد إيصالات من الشركة بالمبلغ، وقد تكررت العملية المذكورة لثلاثة أيام متتالية، وبعد انتهاء العملية أخلّ الخاطفون بوعدهم بالإفراج عنه، وبعدها انقطع الاتصال لأيام، وبعدها عاد مسلسل الابتزاز، وطلبوا مجدداً مبالغ خيالية بملايين الدولارات مقابل إطلاق سراح عبدالله نصر الدين، وأن مبلغ الـ300 ألف هو نفقات الخطف فقط.
يناشد ذووه الأجهزة الأمنية والعسكرية والرؤساء الثلاثة التحرك لتحرير ابنهم من أسره. كما يناشدون الخاطفين التعامل برأفة وإنسانية مع ابنهم لكونه يعاني من مرض السرطان في كتفه، ويحتاج إلى علاج ودواء وشمس، متمنين الإفراج عنه بأسرع وقت ممكن.
وتؤكد مصادر أمنية لـ»نداء الوطن» أن هذه العصابة ليست عادية إنما هي عصابة عالمية، وهي ذاتها التي خطفت رجل الأعمال عدنان دباجة من بلدة القرعون، وتم وضعه في إحدى قرى الجنوب، وبالطريقة ذاتها استلمت المبلغ عبر شركة صيرفة، هذا يدل على مدى قدرتها وتوسع شبكتها، وتابعت المصادر أن العصابة تخصصت في خطف رجال أعمال خليجيين وسوريين، وتقوم بطلب فدية مالية متوسطة تصل إلى 500 ألف دولار، وعندما يتم تأمينها من قبل ذوي المخطوف، تتخلى عن وعدها وتعاود ابتزازهم من جديد وطلب مبالغ مالية طائلة. كأنها قامت بعملية خطف جديدة. وقالت المصادر ذاتها إن المطلوب (ش. ي) هو من قام بخطف محاسب شركة الصباح الفنية، وذاته الذي خطف مؤخراً الكويتي، وقبله سوريين، الأسلوب ذاته والطريقة نفسها.