أيُّهَا الحضورُ الكريمُ
أيّتُها اللّبنانيّات، ايًّهَا اللُّبنانيُّون
أَتيتُكمْ مِنْ عروسِ البقاعِ، المعطاءِ، لتُعانِقَ جبلَ لبنانَ الشَّامخَ
أَتيتُكمْ معَ رفاقٍ وإخوةٍ لي في النِّضالِ، منْ أجْلِ الحريَّةِ والكرامةِ والاستقلالِ الوطني.
أَتيتُكمْ لنُؤكِّدَ للقاصِي والدَّانِي أنَّنَا هُنَا، مِنْ أرضِ لبنانَ المُنتَمي إلى مُحيطِهِ العربي، المُحتضِنِ لشعبٍ أبيٍّ كافحَ على مرِّ العصورِ، وواجَهَ الطُّغاةَ والمُحتلَّ والمُستعمِرَ بكافَّةِ أشكالِهِ، شعبٌ رفضَ ويَرفُضُ اليومِ الاستسلامَ للواقعِ البائسِ، الَّذي أوصلنَا إليهِ حُكمٌ ثقافتُهُ النِّفاقُ والتَّسلُّطُ والإلغاء، ومِيزَتُهُ تحريرُ الوطنِ مِنْ أبناءِهِ، وشعاراته المقيتة ” ما خلُّونا ” (ورايحين على جهنم )
وهَا هُمْ ذاتُهُم اليومَ يُجدِّدُونَ العهدَ والوعدَ، بِإسقاطِ لبنانَ العروبةِ والحضارة تحقيقاً لهدفٍ استراتيجيٍّ، بدأ بانتهاكِ وتدميرِ الحدودِ اللّبنانيّةِ الدَّوليّةِ, واستباحتُهَا لكافَّةِ أشكالِ التَّهريبِ, الَّتِي كانَت معَ انجازاتِ الكهرباءِ الجهنَّميّةِ، مِنَ العوامِلِ الأساسيَّةِ لانهيارِ الاقتصادِ والعُملةِ الوطنيَّةِ، ناهيكَ عَنْ فسادِهِمْ وموبقاتِهِ المعروفةِ، وتحويلِ لبنانَ ساحةً مفتوحةً للصِّراعِ الإقليميِّ المستدامِ, عبرَ مُرْتزقةٍ مِنْ هنا ومِنْ هناك.
عبثيَّةٌ أدَّتْ إلى إسقاطِ الوطنِ بِكاملِهِ، تحتَ التبعية والارتهان للخارج، لولا المُقاومةُ السِّياسيَّةُ الَّتي خاضَتْها القوى الاستقلاليَّةُ، وَقدَّمَتِ الشُّهداءَ, وَفي مُقدمتهم الرَّئيسُ الشهيد رفيق الحريري وجميعُ شهداءِ ثورةِ الأَرزِ.
لقدْ دقَّتْ ساعةُ الحقيقة….
والاستحقاقُ في ١٥ أيَّار للانتصارِ على مشروعِ ٧ أيَّارَ الدُّستوريِّ, الَّذي بدأَ التَّحضيرُ لهُ عَبرَ جمعِ الأضدادِ قسراً بِالتَّهديدِ والوعيدِ على مائدة رماضنية ، فكانَ طامحُ الوراثةِ الرِّئاسيَّةِ سامعاً وطائِعاً، ممنوناً لِتعليماتِ مُشَغِّلهِ، رَغمَ عنتريَّاتِهِ الفارغةِ الَّتي أطلقَهَا فِي مهرجانِ الما خلُّونَا العظيمِ.
عندَمَا نركِّزُ على أهمِّيَّةِ الانتخاباتِ النِّيابيَّةِ، وضرورةِ المُشاركةِ بكثافةٍ في هذا الاستحقاقِ, فَهذا لا يعنِي أنَّ الهمَّ المعيشيَّ الصَّعبَ، الَّذي يَئِنُّ مِنْهُ جميعُ اللّبنانيّون ليسَ مِنْ أولويَّاتِنَا كمرشَّحينَ استقلاليّين…..
بَلْ على العكسِ ، فإنَّ هذا في الواقعِ الحياتيِّ، والماليِّ، والاقتصاديِّ، والصّحيِّ، والبيئيِّ البائِسِ، سببُهُ سياسيٌّ بامتيازٍ، ومواجهتُهُ بُغْيةَ إعادَةِ التَّوازُنِ في القرارِ الوطنيِّ ، تَفتَحُ المجالَ، لإمكانيَّةِ نهوضِ الوطنِ منْ كَبوتِهِ, خاصَّةً بعدَ عودةِ الاخوةِ العربِ, وفي مقدِّمتهِمْ المملكةُ العربيَّةُ السُّعوديَّةُ, ودولُ مجلسِ التَّعاونِ الخليجيِّ إلى لبنانَ, رغمَ كيدِ الكائدين.
أيّتُها اللّبنانيّات ، ايًّهَا اللُّبنانيُّون في كلِّ مكانٍ ، في لبنانَ وبلادِ الاغترابِ
نُعاهدُ اللهَ، وَنُعاهدُكُمْ على القليلِ مِنَ الكلامِ والكثيرِ مِنَ العملِ, وهذا ما تبنَّيتُهُ في حياتِي العمليَّةِ، وفقَ قيمِ الرئيسِ الشَّهيدِ رفيق الحريري, الَّذي أسيرُ اليومَ على نهجِهِ وخطاه…. مِنْ أجْلِ لبنانَ الكيانِ ، لبنانَ الوطنِ النِّهائيِّ لجميعِ أبناءِهِ ، لبنانَ الدَّولةِ الوطنيَّةِ الدِّيمقراطيَّةِ, المُلتزمِ بِجميعِ مندرجاتِ الدُّستورِ اللبنانيِّ…
أيّها الكِرامْ…
اخيرا وليس اخرا…
اقول لمن يُريدُ أنْ يَجْعلَ لبنانَ ولايةً تابعةً لهُ، أو مُلْكاً يُورّث في أحلامِ الرِّئاسةِ، حلمكُم لن يتحقق، ولنْ نسمحَ ان يتحقق، ولن تصلوا اليه باذن الله.
أيها الجمع الكريم
عشتُمْ وعاشِ لبنانُ في قلوبِ أبنائِهِ حرَّاً مستقلاً دائماً شاءَ منْ شاءَ وأبى منْ أبى.