لو كنت من زحلة لانتخبته!

يحتار بعض الناخبين في بعض الدوائر، من سينتخبون ولمن سيمنحون صوتهم التفضيلي. وقد لا يُرضي بعضهم أحدٌ، فيختارون الأقلّ سوءاً بدل أن يصوّتوا للأفضل.

أما في زحلة فيبدو الخيار سهلاً.

لو كنت ناخباً في زحلة لما تردّدت أبداً قبل أن أضع تلك الإشارة قرب الإسم، كعلامة لمنح الصوت التفضيلي.

لو كنت ناخباً في زحلة لانتخبت حتماً ميشال ضاهر.

لم يكذب ميشال ضاهر يوماً. قال إنّ البلد متّجه الى الانهيار، وحذّر. حصل ذلك قبل ١٧ تشرين، حين كانت “الليرة بألف خير”.

وأكّد أنّ الدولار سيرتفع كثيراً، وكان بعد لم يتجاوز الألفي ليرة.

ودعا الى الإسراع في بتّ الكابيتال كونترول، غداة ١٧ تشرين، ثمّ طار الكابيتال وما عاد يجدي الكونترول.

ورسم ضاهر، أكثر من مرّة، خارطة طريق للنهوض الاقتصادي والمالي. فكان كمثل الصوت الصارخ في البريّة، بل في المزرعة نكاد نقول.

وحين تقاضى راتبه من المجلس النيابي، “أيّام الخير”، لم يشأ أن يمدّ يداً على مالٍ عام بل تبرّع ولا يزال براتبه الى الجيش اللبناني، وتبرّع فوقه بما قيمته مليون دولار أميركي!

هذا نائبٌ يحبّ الجيش، بالفعل لا بالقول.

وبالفعل لا بالقول أيضاً، ترجم حبّه للأرض والناس، فساعد، قبل الانتخابات بكثير، ووقف الى جانب الناس وأنشأ مؤسّسةً تُدرّب وتشجّع المبادرات وتتبنّى المواهب.

لو كنت من زحلة لانتخبت ميشال ضاهر، لأنّه يريد بلداً يشبه البلد الذي أريده، خارج المحاور وبلا دويلات وينعم باستقرار واقتصاده منتج وكرامة أهله محفوظة.

سأنتخبه لأنّه سياديّ ومستقلّ، لا ينتظر اتّصالاً قبل أن يقرّر، ولا يساوم، ولا يخضع ولا يعقد الصفقات.

وسأنتخبه لأنّه لن يمنح ثقةً لحكومة لا تستحقّها، ولن ينتخب رئيساً للجمهوريّة يشكّل استمراريّةً للعهد الحالي.

ببساطة، لو كنت من زحلة لما تردّدت. سأضع تلك العلامة قرب الاسم، وسأضع رأسي على وسادتي ليلاً، مرتاح الضمير.

وكم نحتاج من ميشال ضاهر في المجلس النيابي. يا ربّ…

عمر الراسي – “أخبار اليوم”

Exit mobile version