كتب اسامة القادري،
بعد إعلان رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف لائحتها عن دائرة زحلة والبقاع الأوسط، رسمت المشهدية العامة انطباعاً وضع اللائحة دون حدّ الحاصل، ما قد يخرجها من التصفيات، وذلك من خلال ما بدا واضحاً غياب كبير للزحلاويين عن احتفال الإعلان مقابل حضور جمهور المرشح السني محمد شفيق حمود.
ومع مشهد الجمهور القادم من خارج المدينة، افتتحت سكاف كلمتها بهجوم عنيف على الرئيس فؤاد السنيورة والنائب ميشال ضاهر، دون التطرق حتى لانتقاد «حزب الله» والتيار الوطني الحر، وحاذرت استهداف القوات بشكل مباشر خوفاً من الردّ المسيحي الزحلاوي عليها بصناديق الاقتراع. ولذلك يبدو أن معركة «كسر عظم» ستكون بين ثلاثة رؤوس، «حزب الله» والوطني الحر والطاشناق من جهة، وبين حزب القوات اللبنانية والرئيس السنيورة من جهة ثانية، وبين لائحة ميشال ضاهر المتحالف مع مستقلين. وذلك بعدما انعكس خطاب سكاف عليها وعلى لائحتها سلباً، ودفع جمهور حمود للانكفاء والابتعاد عن اللائحة، لتخسر بذلك ما كانت تعوّل على تأمينه من أكبر كتلة ناخبة في «الكتلة السنية» والتي فشلت في استقطابها، لا سيما أنها خلقت فجوة بينها وبين هذا الجمهور الغارق في أزماته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عندما حمّلت كامل أزمات البلد إلى الرئيس السنيورة دون غيره من باقي المنظومة.
فرغم تعدد اللوائح ووصولها إلى 8، أربع لقوى المعارضة، جميعها لا تحصّل الحاصل، سوى أنها تساهم في تشتيت الصوت الاعتراضي، ومع ابتعاد لائحة الكتلة الشعبية عن حظوظ الحصول على حاصل انتخابي أمست المعركة بين ثلاث لوائح، وبحسب التقديرات والإحصاءات التقريبية إن اللوائح الثلاث متقاربة الأرقام، وقد تحصل كل واحدة على حاصلين وكسور اثنين وثلاثة، لتصبّ جهدهما وعملها على من يحصّل كسوراً أكثر من الآخر. مصادر مقربة من «حزب الله» تؤكد أن الحزب قادر على تحديد أصواته بدقة عالية، إنما لا يثق في أن التيار الوطني الحر قادر على تأمين 5 آلاف صوت كما يدعي قياديوه أمام الحزب، فيتوقع أن لا يحصل سليم عون على أكثر من 2500 صوت، وعمّا إذا كان الحزب بصدد إعطاء عون أصواتاً قال المصدر: «منذ أسبوع قامت قيادة الحزب في القرى ذات الغالبية الشيعية باختبار، وطرحت أمام العديد من الأشخاص إمكانية إعطاء التفضيلي لسليم عون لدعمه، ولمنع القوات من ربح المقعد الماروني، فأتت النتيجة مخيبة للآمال ورفض الناس هذا التعميم، عدا عن حالة التبدل في المزاج الشعبي والذي قد يؤثر على قدرة الحزب التجييرية، ما قد يضطره لأن يؤمنها بطريقة «التكليف الشرعي» حينها لا يمكن إعطاء أي مرشح غير شيعي الصوت التفضيلي، أما بالنسبة إلى أصوات سرايا المقاومة، فستعطى للمرشح حسين ديب صالح كذلك تم تحديد الأصوات التي يمون عليها الحزب في حي حوش الأمراء في زحلة له، وخلاف ذلك لا يحدد قبل اليومين اللذين يسبقان الانتخابات في 15 أيار»، وختم: «الهدف حالياً هو العمل للحصول على كسور ما فوق الحاصل الثاني لتأمين الثالث».
بدوره قيادي» مستقبلي» أكد أنه من الذين اختاروا العمل انتخابياً مع رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف، وأكثر تحديداً العمل مع محمد حمود، وقال: «ما زالت مفاعيل كلمة سكاف يدور صداها في الوسط السني وتحدث تراجعاً سلبياً لصالح المرشح عمر حلبلب في لائحة سياديون مستقلون»، وقال: «الشارع كان يمكن له أن يتقبّل هذا الهجوم لو أن سكاف وازنت في انتقاداتها الجميع، أو لو أنها افتتحت هجومها على حزب الله والتيار الوطني الحر، وعلى القوات في ذات المستوى، وإذ بها تهاجم من لم يكن له علاقة في خسارتها المقعد في انتخابات 2009 و2018». من هنا تشير تقديرات ماكينة المستقبل الانتخابية إلى أن الصوت السني هو الوحيد الذي يرجّح الكفة، ومن المتوقع حسب التقديرات أن لائحة ضاهر قد تحصّل الحاصل بسبب الصوت السني لها ما لم تحصل أي مفاجآت.
كان هجوم سكاف على السنيورة أكثر إيلاماً لها وتأثيراً، لكون الغائب عن المشهد في إعلان اللائحة الوجه المسيحي الزحلاوي، ما يفسّر فشلها في لملمة الوضع ولعدم احتواء خطابها عصباً يعيد زحلة إلى دورها. فيما يرى قواتيون أن رياح المعركة تجري بما يشتهي جميع أعضاء لائحة زحلة السيادة السبعة، وأن «مؤشر انتخابات المغتربين يقول إننا قادرون على تحصيل الحاصل الثاني بأصوات الحزبيين، والثالث على الطريق، لن نستبق الأمور كي لا تخف همة الرفاق».