استشهاد الزميلة شيرين ابو عاقلة لم يكن سوى جزء من مسار حجب الحقيقة الذي تمارسه اسرائيل وآخرين من طواغيت أوطاننا .

لم يكن استشهاد الزميلة شيرين ابو عاقلة سوى جزء من مسار حجب الحقيقة الذي تمارسه اسرائيل وآخرين من طواغيت أوطاننا .

وهذه ثابتة في خلفية قناعات كل صحافي ميداني يجهد لنقل المعلومة التي هي حق مقدس للناس ، وهي مسار طويل يحكم تغطيات حدث أو اعداد تقرير ، وهو ما اثبتته شيرين طوال ربع قرن في رحاب فلسطين .

يدرك الصحافيون المحترفون المفوضون بتكليف غير مكتوب من الناس ان حجب المعلومات عن الجمهور لا مساومة فيه تبعا لشرفهم المهني ، وأنهم سيبذلون ما استطاعوا لنقله ، وأن المؤسسات الاعلامية ، خصوصا التي لديها جمهور واسع كالجزيرة ، يصبح مراسلوها ومصوروها هدفا ، عندما يريد طرف تحقيق فعل الحجب بالقوة .

خلال اقل من سنة كسر الطغاة يد جيفارا البديري وضايقوا الياس كرام ونجوان سمري وسمير ابو شمالة وهدموا برج مكتب الجزيرة في غزة ثم تدرجوا في إرهابهم الى قتل شيرين واصابة زميلنا علي .

يرتدي الصحافيون الميدانيون درعا أزرق اللون وخوذة زرقاء لا يشبهان بألوانهما ،تلك المستخدمة من العسكريين او الشرطة او المسلحين وعليهما شعارات صحافة واضحة المعالم من الأمام والخلف وفقا للأصول والأعراف المتبعة حول العالم حتى لا يصبحوا هدفا ، ويدرك من تلقى التدريبات أن نقطة الضعف تكمن ما بين الخوذة والدرع او تحت الذراعين ، ولا يمكن إصابتها الا قنصا وهو ما حدث تماما مع شيرين عن سبق الاصرار والترصد .

ومن بديهيات العمل في مناطق المخاطر والاضطرابات هو تجمع الصحافيين في مكان واحد ، ففي ذلك سلامة للجميع ، وكي لا يحجب عملهم اذا تفرقوا ، وهو ما قامت به مع زملائها  .

أما لماذا شيرين دون غيرها ، فهو لرغبة المخطط للاغتيال بالتعتيم على جريمة ما كان سيرتكبها في جنين ، وتوجيه رسالة تهديد بالدم للجزيرة التي تنقل حقيقة ارتكاباته بالقتل وتهويد القدس ومصادرة الارض .

استشهدت شيرين فداء للحقيقة وحرية الصحافة وحق الناس بالوصول للمعلومات  ، وصوتها لن يغيب وسيصدح به كثيرون ، فعين الشمس لن يحجبها غربال محتلين أو طواغيت  والحقيقة لن يخفيها او يخيفها الرصاص .

تغطيتنا مستمرة .

ايهاب العقدي

مراسل الجزيرة في لبنان

Exit mobile version