كتبت لوسي بارسخيان،
ألفاً و425 ناخباً وردت أسماؤهم على القوائم الإنتخابية في دائرة زحلة. هؤلاء او نسبة منهم سيتوزعون غداً الأحد على 326 قلم إقتراع من اجل إنتخاب 7 نواب: كاثوليكيان وماروني وسني وشيعي وأرثوذكسي وأرمني.
ووفقاً للأرقام المسجلة على قوائم الناخبين أيضاً يتوزع الناخبون بحسب طوائفهم على الشكل التالي: 54737 ناخباً سنياً. 33 ألفاً و41 ناخباً كاثوليكياً، 30 ألفاً و415 ناخباً شيعياً، 27 ألفاً و986 ناخباً مارونياً، 16 ألفاً و784 ناخباً أرثوذكسياً، 8464 ناخباً من الأرمن الأرثوذكس، 1833 من الأرمن الكاثوليك، 7 آلاف ناخب من السريان الأرثوذكس والكاثوليك، وأقليات من الطوائف الدرزية والإنجيلية وآخرين.
إذاً، لم تعد الطائفة الكاثوليكية التي تخصص بمقعدين في عاصمة الكثلكة، الأولى من حيث أعداد الناخبين، بل تفوق عليها الناخبون السنّة منذ أكثر من دورة إنتخابية، وتحوّلوا رافعة للوائح التي كان يشكلها تيار «المستقبل» أو حلفاؤه ومرشحوهم منذ إغتيال الرئيس رفيق الحريري، قبل أن يعلن الرئيس سعد الحريري إعتكاف العمل السياسي.
إلا أن غياب البوصلة السياسية، وتشرذم المرشحين السنّة على كل اللوائح في الإنتخابات الجارية، يبدد مفعول هذا الصوت في الدورة الحالية، الى حد عدم إستحالة فوز أي من مرشحي الطائفة على أي لائحة، ولو بفلتة شوط تجيزها أرقام الحواصل التي ستحصل عليها كل لائحة من اللوائح الثماني المتنافسة. هذا في وقت يخوض الثنائي الشيعي المعركة بصفوف شبه متراصة ولو عبر فرض ذلك بالقوة. وتبقى نسبة التصويت الهم الأكبر بالنسبة لجميع المتنافسين. فهي التي ستحدد حصة كل لائحة بالمقاعد، وهي التي يمكن أن تخلق المفاجآت، ليس فقط بالنسبة لسقوط مرشحين رئيسيين، وإنما بفوز آخرين بفلتة شوط.
واعتبرت مصادر الماكينات ان نسبة التصويت بوصلة أساسية لطريقة عملها يوم الأحد، خصوصاً في الشارع السني. وإذا كان البعض يتحدث عن حظوظ بالحواصل لـ3 الى 5 لوائح من اللوائح المتنافسة، فإن الجميع يتنافس، وحتى بالنسبة للوائح التي تشكلت بالتحالف مع «حزب الله»، على أصوات السنة، كل من ضمن بيئته، ولكن من دون ان يكون المرشح السني مفضلاً على أي من اللوائح. وبرأيها أن أي تراجع في نسبة التصويت السني من شأنه أن يحرم اللوائح الأساسية المتنافسة من أعداد أصوات تقرّبها من الحواصل.
وتراجع التصويت السني، بحسب المراقبين، سيفرض جهوداً إضافية تبذلها الماكينات خلال سير العملية الإنتخابية، ولا سيما بالنسبة للقوى السياسية المسيحية، من أجل تحفيز مشاركة أكبر للشارع المسيحي، وخصوصاً بالنسبة لـ»القوات اللبنانية» التي تخوض معركة مقعدين تفضيليين، ولائحة «زحلة تنتفض» التي يشكل رفع نسبة التصويت فيها مؤشراً لقدرتها على تحفيز الناخب الصامت تحديداً وإستنهاضه، علماً أن المشاركة المسيحية شكّلت وصية تضمنتها معظم عظات الكنائس منذ يوم الأحد الماضي، بموازاة دعوة مشابهة اطلقتها مآذن الجوامع، تماشياً مع تشديد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على اهمية مشاركة اهل السنة في الإنتخابات.
في الأثناء، بدا أن الماكينات الإنتخابية أنجزت كل العمل المطلوب منها، وحتى بالنسبة لإنهاء بعضها عملية «شراء الاصوات»، وقد بدت عنواناً بارزاً خلال مرحلة الحملات الإنتخابية، وتهمة تبادلتها الأطراف جميعها، من دون ان يتقدم أي طرف بشكوى مباشرة أو إثبات يوثق هذه العملية.
إلا أن غياب الشواهد، لا يعني أن المال السياسي ليس حاضراً، وبقوة، في إنتخابات دائرة زحلة. وهي ظاهرة لا يمكن لأحد نفيها وإن صعب على الكثيرين إثباتها. وتفشيها ليس حكراً على مجتمع دون آخر، وإن استفحل الحديث عنها خلال الدورة الحالية بأوساط الناخبين السنّة تحديداً. ولكن عندما يسأل عن الإنعكاس الإقتصادي لما يصطلح البعض تسميته «إنفاقاً إنتخابياً»، يبادر العالمون الى الدعوة لانتظار مرحلة ما بعد إنتهاء الإنتخابات. برأي هؤلاء الأموال المنفقة في شراء الأصوات ستنعش الأسواق ولو ظرفياً لتأمين الحاجات الضرورية الملحة. وبموازاة المال السياسي، بدت المعركة الإنتخابية في ساعاتها الاخيرة عرضة لسيل من الشائعات، وخصوصاً تلك التي طالت المرشحين السنة، بعد الزيارة التي قام بها سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد البخاري، من سحب لترشيحات وغيرها، نفاها مجرى الإنتخابات التي جرت يوم الجمعة للموظفين العامين الذين سيشاركون في إنتخابات الغد كرؤساء أقلام وكتبة.
وفيما لجأ المرشحون الى تكثيف إطلالاتهم الإعلامية قبل ساعات من الدخول في مرحلة الصمت، فإن هذه الإطلالات بدت أقل تأثيراً بالناخبين، الذين حسم كل منهم قراره بالنسبة لوجهة تصويته، علماً أن وجهة التصويت لكل من لائحتي «القوات»، وتحالف «حزب الله» مع «التيار» ستكون سياسية بالدرجة الاولى، ووجهة التصويت لـ»زحلة تنتفض» تغييرية. فيما تتنوع توجهات الناخبين بالنسبة للوائح الباقية، بين إختيار العنوان الإقتصادي، واللحاق بالخطاب الشعبوي، الحفاظ على خصوصية زحلة، وصولاً الى الخطاب المناطقي الذي يقدم مصلحة البلدة والقرية التي يتحدر منها المرشح وحجم الخدمات التي يقدمها لأبناء بلدته في حال فوزه. وكل من هؤلاء يعول على الفوز بالنمرة الزرقاء بـ»فلتة شوط» شبيهة لما حصل مع المقعد الأرمني في دورة 2018، طالما أن معركة الإنتخابات وفقاً للقانون المعمول به هي معركة أرقام وحواصل بالدرجة الأولى.
وكانت قد إستكملت أمس في سراي زحلة الحكومي التحضيرات لإنجاز العملية الإنتخابية، ووصلت إليها منذ مساء الجمعة صناديق الإقتراع، على أن يتسلمها رؤساء الأقلام والكتبة صباح اليوم.
وفقاً للبروفا الأولية التي قدمها موظفو القطاع العام الذين سيشاركون في العملية كرؤساء أقلام وكتبة، فقد بلغت نسبة التصويت في دائرة زحلة 86.6 بالمئة، وكان الحضور الفاعل فيها لماكينات كل من «القوات»، «الكتلة الشعبية»، ميشال ضاهر و»التيار الوطني الحر».
وسجلت لجان المراقبة مخالفات بسيطة في دائرة زحلة، بالنسبة لإنتخابات الموظفين، وملاحظات عن عدم معرفة بعض ممن سيتولون مهام رؤساء الاقلام والكتبة لكيفية سير العملية الإنتخابية.
#نداء الوطن