كتب اسامة القادري،
ما إن انتهت الانتخابات النيابية في دائرة البقاع الغربي وراشيا، حتى دخلت المنطقة في البازار «الكهربائي والمائي» التنافسي بين النواب المنتخبين، خاصة حسن مراد وياسين ياسين، باعتبار أن قرى شرق بحيرة القرعون ما زالت غارقة في الظلمة الدامسة وانقطاع مياه الشفة عنها لأنها تتعرض لأقسى انواع التقنين، خلافاً لما تنعم به قرى غرب البحيرة 24/24 ساعة في اليوم، لتقع القرى في أتون تمايزٍ لم تشهده حتى ابان الحرب الأهلية، لأن حسب القانون ونظام التوزيع الكهربائي يجب ان تحصل قرى شرق البحيرة وغربها وجنوبها على ساعات التغذية من التيار الكهربائي المنتج من معمل عبد العال بالتساوي.يحمّل أهالي قرى البقاع الغربي وراشيا المسؤولية كاملة الى النائب شربل مارون (تيار وطني حر)، باعتبارهم أنه أغرقهم بـ»العتمة» منذ أكثر من ثلاث سنوات وذلك انتقاماً سياسياً من أهالي قرى شرق البحيرة، بعد تقديمه المفاضلة لكونه المكلف من جبران باسيل متابعة ملفات الكهرباء والمياه في البقاع الغربي وراشيا، والقادر على الاتصال مباشرة مع وزراء الطاقة لوضع الحلول التي يرتئيها، بين قرى شرق البحيرة وقرى غربها، فكانت خطته تقوم على التوزيع بينها بناء على عدد السكان، وكلما كان عدد السكان أقل كلما حصلت القرى على ساعات تغذية اكثر، حتى وصلت الساعات في قرى شرق البحيرة الى صفر تغذية. أما قرى جنوب البحيرة فكانت عصية على المفاضلة امام نفوذ «الثنائي الشيعي».وبعد حملة المزايدة بين نائبي البقاع الغربي وراشيا حسن مراد وياسين ياسين، واعلان كل منهما انه يقوم بالتواصل مع مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك للعمل على زيادة ساعات التغذية، أكد مراد أنه بعدَ التَّواصلِ مع بعضِ الزملاءِ والتشاورِ في موضوعِ الكهرباءِ، والتَّواصلُ مع المدراءِ المسؤولين عن الكهربا، تَمَّ وضعُ حَلٍّ للعملِ عليه لتأمينِ كهرباء للقرى بعد أن تمَّ التأكيدُ على تأمين كهرباء للآبار .وأضافَ بالرغمِ من أنَّ وضعَ الكهرباء في لبنان يشبه بعضه ولكننا نعمل على إيجادِ حلولٍ للبقاع الغربي وراشيا ضمن الإمكانيات المتوفرةِ لدى «معمل عبد العال»، والطاقة المتوفرةِ ونسبةِ المياهِ الموجودةِ آملين أن ينجحَ هذا المسعى. ونفذ اهالي قرى راشيا والبقاع الغربي اعتصامات احتجاجاً على انقطاع المياه بشكل مستمر ودائم منذ فترة طويلة، نتيجة للانقطاع التام للكهرباء عن المنطقة، شارك فيها النائب المعارض ياسين ياسين، ليتم بعدها الحديث عن ان مساعيه أثمرت تأمين الكهرباء 24/24 الى بئر لوسيه كمرحلة أولى، باعتبار أن هذه البئر تغطي عدة قرى: عزة، الرفيد، البيرة، خربة، روحا، وراشيا، وضهر الأحمر.ليتبين أن ما حصل هو تفعيل قرار تغذية بئر لوسيه بالكهرباء مباشرة كان تم التوصل اليه خلال اجتماع موسع عقد منذ اكثر من ستة اشهر في مكتب نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي في المجلس بحضور غالبية نواب المنطقة والمديرين العامين لكهرباء لبنان ومصلحة الليطاني.
واول من امس نفذ اهالي قرى شرق بحيرة القرعون وقرى راشيا اعتصاماً حاشداً عند طريق كفريا البقاع الغربي احتجاجاً على استمرار حرمانهم من الكهرباء. وطالب الاهالي بانصافهم وبحصولهم على الكهرباء اسوة بباقي المناطق التي تحوز على الكهرباء مهددين بموجة أكثر تصعيداً، في ظل ظروف اقتصادية سيئة لا قدرة فيها للمواطن على دفع كلفة المولدات الخاصة، وعلى شراء المياه لأن انقطاع الكهرباء يسبب انقطاعاً تاماً للمياه. واعتبر الاهالي انه من المعيب على لبنان واللبنانيين اعطاء وزارة الطاقة لتيار لم يقدم للبنانيين سوى «العتمة» ويعد جريمة، كما حذر ناشطون شاركوا في الاعتصام من الاستمرار بهذه المفاضلة غير القانونية والتي توضع في خانة الطائفية والمذهبية. وشددوا بشعاراتهم التي رفعوها على ان من يفاضل بين منطقة ومنطقة هو الطائفي والمذهبي والساعي الى الفتنة وجريمة بحق لبنان واللبنانيين بإعطائه وزارة الطاقة، اما من يطالب بالمساواة بالحقوق فهو الوطني والحريص على العيش المشترك.من جهته رئيس اتحاد بلديات السهل محمد المجذوب، أسف أن تصبح الاعتصامات هي الملاذ الوحيد للمواطن حتى يحصل على أبسط حقوقه، وقال «وعدنا السياسيون والمعنيون بـ 6 بساعات كهرباء وكله كان كذباً، محذراً من ان الحرمان يؤدي إلى انفجار، وتوجه الى المعنيين في وزارة الطاقة ومصلحة الليطاني ومن يقف وراءهما: «لا تختبروا صبر الناس الذي نفد».من جهته إمام بلدة البيرة قضاء راشيا الشيخ ابراهيم الحسين قال: الكهرباء تحولت إلى قضية كل بيت في قرانا المحرومة منها، جيراننا ينامون على الكهرباء ونحن ننام على العتمة، متسائلاً يا شركاءنا في الوطن كيف ترضون وتقبلون أن تناموا واطفالكم على الكهرباء وجيرانكم وأطفالهم ينامون في الظلمة؟موجهاً كلامه إلى نواب المنطقة بالقول :لا تعيدوا تجربة الماضي وإلا ستحاسبون.
المصدر:نداء الوطن