أشار المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، خلال احتفال بمناسبة ختام الشهر المريمي في مقام سيدة زحلة والبقاع، الى أن “هناك، عنْد صَليب يسُوعَ، وَقَفَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا؛ وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفاً بِالْقُرْبِ مِنْهَا، قَالَ لأُمِّهِ: «أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ، هَذَا ابْنُكِ!» ثُمَّ قَالَ لِلتِّلْمِيذِ: «هذِهِ أُمُّكَ». وَمُنْذُ ذلِكَ الْحِينِ أَخَذَهَا التِّلْمِيذُ إِلَى بَيْتِهِ. (يوحنا ١٩: ٢٥ – ٢٧)”.
ولفت الى أن “مريم الصبيّة الشابة بنت أرضنا، سيّدة زحلة والبقاع وسيّدة لبنان، كرّمناها طيلة هذا الشهر المريميّ المبارك وهي العيد، كيف لا وهي من حملت المخلّص الفادي. واليوم نختتم هذا الشهر المريمي المبارك بشفاعة وحضور هذه الشابة العذراء معنا وبيننا وبصحبة ابنائها وبناتها من شباب وشابات ابرشيتنا المباركة ابنائي الأغلى والأحب على قلبي”.
وذكر المطران، أن “مريم مدرسة الإيمان، لأنها علمتنا ان نقول نعم لصوت الرب وأن نُناقشه. مريم لم تقل ها أنا أمة للرب… إلّا بعد أن ناقشت الملاك قائلة: كيف سيكون لي هذا وانا لا اعرف رجلا… فأعطاها الملاك علامة على حضور الرب ببشارة حَمل نسيبتها أليصابات المرأة التي كانت تدعى عاقرًا ولم تَعُد كذلك بقوة الرب وسلطانه”.
وأضاف أن “مريم العذراء الطاهرة لم تشك قط في قول الملاك، بل جادلته، على عكس ما فعلت حواء الأولى في الفردوس بأن بررت ذاتها بإلقاء اللّوم على الحيّة الشريرة. مجادلة هذه النعم والمساءلة نسمع صداها بكلمات يسوع في نزاعه في بستان الزيتون مسائلا الله أباه قائلا: يا أبت إن شئت أبعد عني هذه الكأس، ثم لتأتي بعدها النَعَم بقوله، يا ابت لا بحسب مشيئتي بل بحسب مشيئتك. يسوع هو حقا ابن مريم لا بالجسد فقط بل بالتربية على الإيمان ايضا. هو ابن التي سمعت وعاينت مجد الرب وأعماله والتي كانت تحفظ كل هذه الأشياء في قلبها”.
وتابع أن “مريم الصبية ويسوع الشاب ينظران إلى كل شاب وصبية منكم ويأتيان إليكم بمحبة ليعلموكم مجادلة الله. لا تخافوا احبائي من التكلم مع الآب ابانا ومحاورته كما فعلت مريم وكما فعل يسوع. يقول الرب اسألوا تُعطَوا أطلبوا تجدوا، إقرعوا يُفتَحَ لكم. فكونوا في حوار دائم مع الله.
وأكد المطران أنه “صليب بلدنا لبنان كبير وصليب الضائقة المعيشيّة كبير وصليب الظلم والفساد كبير، ولكن لا صليب مهما كَبُر يقوى على من قال لنا: لا تخافوا انا هزمت العالم. ونحن اذ نقبل الصليب”، لافتاً الى “أننا نقبل رب المجد لنُصلَب معه ونموتَ معه ونقوم معه منتصرين على ضعفنا أولا وعلى العالم بقيامته المجيدة”.
وأشار المطران ابراهيم، الى أن “فرحتي عارمة اليوم، بأن احتفل وللمرة الأولى كمطران على ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع معكم جميعا وخصوصا مع أطفالنا وشبابنا وشاباتنا بختام الشهر المريميّ المبارك. أنتم فرح العذراء وأنتم أمل الكنيسة وأنتم أمل زحلة ولبنان. أنتم مستقبل هذه الأبرشية وسأعمل ما بوسعي للوقوف بجانبكم ومعكم ولكم لتنموا وتكثروا وتثمروا الضعف أضعافا فيتمجد الرب يسوعَ بكم وفي حياتكم فتكونون له شهودًا اينما حللتم”.