زحلة تستعيض عن كتلتها السياسية بكتلة إنمائية ونوابها يلتقون إلى طاولة مستديرة في قصرها البلدي

كتبت لوسي بارسخيان،

إلتف نواب زحلة المنتخبون من مختلف الإتجاهات السياسية على بعضهم البعض، ودوّروا زواياهم للالتقاء حول طاولة مستديرة، أعدّتها لهم بلدية زحلة – معلقة وتعنايل بمبادرة من رئيسها، سعياً لتشكيل كتلة نيابية زحلية إنمائية تتابع احتياجات المنطقة ومشاريعها التي تحتاج جهوداً إضافية مع الوزارات المعنية، طالما أن الوصول الى تشكيل كتلة سياسية موحدة في الدائرة بظل القانون الإنتخابي الحالي صار مستحيلاً.

المبادرة كان أطلقها رئيس بلدية زحلة أسعد زغيب مباشرة بعد الإنتخابات النيابية، ولقيت تجاوباً سريعاً من نواب زحلة فأعلنوا تأييدها، لتترجم حسن النيات في أول لقاء إنعقد صباح السبت بقاعة الكرمة في قصر زحلة البلدي، وهي ستصبح قاعة دائمة لاجتماعاتهم متى شاؤوا، بعدما عينت البلدية أيضا أمينة سر للعمل على تسهيل عملهم والتنسيق في ما بينهم.

شارك في اللقاء الأول النواب جورج عقيص، ميشال ضاهر، سليم عون، الياس إسطفان وجورج بوشيكيان، واستعجل الرحيل النائب بلال الحشيمي للمشاركة بلقاء في أزهر البقاع، فيما غاب نائب «حزب الله» رامي أبو حمدان لظروف عائلية طارئة كما أكد لأمانة سر اللقاء.

وكان التوافق في اللقاء النيابي الأول على ضرورة إيلاء ملف الكهرباء الأولوية، خصوصاً أن عقد شركة كهرباء زحلة شارف على الإنتهاء، وهو عقد مجدد لسنتين تنتهيان بنهاية العام الجاري، فيما رأى زغيب أن التطور لا يمكن أن يترافق مع عقد قصير الأمد للشركة. وكان للنائب عقيص رأي بأن موضوع الأمن في زحلة يشكل أولوية أيضا بعدما تكاثرت السرقات في مرتفعات المدينة وعلى أطرافها، معتبراً أن السكوت عن الإرتكابات في الأعالي سيشجع اللصوص على الإقتراب من المدينة.

رئيس بلدية زحلة افتتح اللقاء بالإشارة الى أهمية دعم النواب للبلديات في طرق أبواب الوزارات التي تحتاج الى خدماتها. وأضاف: «يقولون إن النائب للتشريع فقط، إنما الواقع في لبنان مغاير، ودعم النواب أساسي لإنماء المناطق». وتحدث عن تجربة زحلة مع مجلسها المتنوع، و»قد أمّن الحياد بالعمل البلدي والإنمائي». واعتبر «ان زحلة تعطي اليوم نموذجاً لعمل نيابي مختلف، ففي ظل استقطاب سياسي كبير في البلد نحن قادرون على الجلوس الى طاولة واحدة لنبحث في مشكلات الناس».

ووافقه عقيص على ذلك معتبراً «ان شكل اللقاء مريح للناس، كونهم سئموا من الإقتتال، وبعد الكلام السجالي والسياسي نحتاج الى هذا المشهد». وأشار في المقابل الى «أن فئة من الناس تعيب على النواب عملهم بشكل منفرد وعندما يجتمع هؤلاء ينتقدون تحييد الخلافات للجلوس معاً»، وقال «لا يمكن إرضاء الكل ولكن على الأقل ضميرنا مرتاح أننا نقوم بالصح».

ودعا النائب جورج بوشيكيان الى «أن تكون المرحلة للتضامن والمحبة وتكاتف كل مكونات المنطقة».

وشجع النائب الياس إسطفان على الحفاظ على الروح التضامنية لتحقيق المشاريع ومساعدة زحلة ومنطقتها. وأمل النائب بلال الحشيمي أن تكون الإجتماعات شهرية لمناقشة مشاريع أساسية.

وكان نواب زحلة قد سبقوا طاولة لقائهم بعناوين للإنفتاح أعربوا عنها خلال إنتخابات نائب رئيس مجلس النواب واللجان النيابية. وعلى رغم تنوع خياراتهم بالنسبة لإنتخاب رئيس مجلس النواب، فقد بادر النائب ميشال ضاهر خلال مرحلة البحث بتسمية نائب الرئيس لتأييد إنتخاب إسطفان إذا رشحته «القوات اللبنانية»، معللاً الأمر بضرورة إبقاء المنصب في منطقة البقاع، الأمر الذي لم يترجم عملياً.

في المقابل، شكل عقيص سنداً لضاهر الذي طالب برئاسة لجنة للكاثوليك، إنصافاً للطائفة التي اعتبر أنها تعاني التهميش. فرشح عقيص ضاهر لترؤس لجنة الإقتصاد والتجارة والتخطيط التي صار لاحقاً رئيسها.

أوساط زحلية توقعت أن يخلق هذا الإنفتاح دينامية جديدة في العمل الإنمائي والنيابي في المنطقة، وهو ما عبر عنه زغيب معتبراً «أن المواطن ليس وحده الرابح من خلال هذا اللقاء وإنما ايضا النواب الذين يجتمعون اليوم ويقدمون قدوة للبنان كله من خلال حصر الإختلافات السياسية بالبرلمان، وجعل موقفهم واحداً في ما يتعلق بمصلحة المنطقة والمواطن».

إلا أن تعميم فائدة هذه اللقاءات يبقى في مدى تقديم المصلحة العامة على تلميع صورة كل طرف من الأطرف المجتمعة حول الطاولة. كما أن العبرة تبقى في استدامة هذه اللقاءات ولو في ظل احتدام النقاشات السياسية المرتقبة خلال ولاية المجلس الحالي، الأمر الذي سيبقى قيد الترقب، وخصوصا مع اقتراب موعد الإستحقاق البلدي المقبل، المحدد في أيار المقبل، ويتوقع أن يحمل تنافساً مشابهاً لذلك الذي شهدته زحلة ودائرتها خلال مرحلة الإنتخابات النيابية.

المصدر:نداء الوطن

Exit mobile version