رأى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أنّ “لا مشروع إنقاذياً في لبنان سيكتب له الحياة والنجاح إذا لم يرتكّز على أولوية الاستثمار على طاقات ابناء البقاع وبريتال وقدراتهم في هذا الانهاض والدور، وأن نجعل من البقاع رئة لبنان الاقتصادية. ولا اغالي في القول انّ لا قيامة للبنان من دون التخلي عن بعض السياسات التي اتبعت تجاه هذه المنطقة، وبدء مسار جديد عنوانه ان البقاع الذي سُمِّيَ في القرون السابقة اهراءات روما، يجب ان نجعله رئة لبنان الاقتصادية من خلال تركيز الاولويات، وجعل هذه المنطقة تُمسِك عن جدارة بأولوية الزاراعة مقرونة بأولوية التصنيع الزراعي”.
كلام إبراهيم جاء في المحطة الأولى لجولته في منطقة بعلبك، تلبية لدعوة “المنبر الحواري لمثقفي بعلبك الهرمل”، خلال حفل استقبال في دار بلدية بريتال، في حضور رئيس تكتل “بعلبك الهرمل” النائب حسين الحاج حسن وفاعليات المنطقة.
وقال: “لبلدة بريتال، النجمة المضيئة في سماء البقاع ولبنان، والتي عقدت قران حبها للوطن على مهر عزيز وغزير هو دماء الشهداء، حفظته في خوابي الدهر وسيجت به الديار لتتشكل منه خارطة الوطن، لبريتال التي ما بدّلت في التضحية والفداء تبديلًا، قدّمت الشهيد تلو الشهيد، منذ ما قبل نشأة الكيان الى اعلان دولة لبنان الكبير وصولا الى ملحمة الفداء التي قهرت العدو الصهيوني ومثله العدو التكفيري. لم تستكثر ولم تتراجع او تتهاون، فقرنت القول بالفعل، لترصّع تاج عزّها ومجدها بالشهداء والاعلام وخيرة الابناء الذين برعوا وتفوقوا في ساعات العلم والمعرفة كما في ساحات الشرف”.
وتابع: “ليس لأنّ بريتال هي من اكثر البلدات التي قدمت الشهداء نجد انفسنا على الدوام في انشداد اليها، انما لانها كما كل مدن وبلدات وقرى البقاع لها دَيْن في عنق الدولة يزداد ثقلا، لان احدا لم يفِ بالدَيْن بعد كما يجب، وهو نتيجة تراكمات سنوات وعقود طوال من اهمال كل العهود والحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال، وكأن المنطقة بمحافظتيها (البقاع وبعلبك الهرمل) خارج حدود الوطن، بينما هي في قلب الوطن الذي لا ينبض ولا يحيا من دونها”.
وأعلن انّ “لا مشروع انقاذيا في لبنان سيكتب له الحياة والنجاح اذا لم يرتكز على أولوية الاستثمار على طاقات ابناء البقاع وبريتال وقدراتهم في هذا الانهاض والدور، ولا اغالي في القول ان لا قيامة للبنان من دون التخلي عن بعض السياسات التي اتبعت تجاه هذه المنطقة، وبدء مسار جديد عنوانه ان البقاع الذي سُمِّيَ في القرون السابقة اهراءات روما، يجب ان نجعله رئة لبنان الاقتصادية من خلال تركيز الاولويات، وجعل هذه المنطقة تُمسِك عن جدارة بأولوية الزاراعة مقرونة بأولوية التصنيع الزراعي، لأن لا اقتصاد سينمو، ولا ازمة ستعالج من دون اعطاء الاولوية للزراعة الحديثة والصناعة المتطورة، والبقاع هو المرتكز في هذا المضمار”.
وختم اللواء إبراهيم: “وجودي بينكم ليس وجودا عابرا وانتم سكنتم في القلب والعقل والوجدان، وسنكمل بمزيد من الخطى البناءة والثابتة من أجل النهوض بالمنطقة على كلّ الصعد، ثقافياً واجتماعياً واقتصادياًَ وإنمائياً مع تغليب منطق الحوار واحترام خصوصية الآخر. عشتم، عاشت بريتال بأهلها وشهدائها، عاش لبنان”.
وبدوره اعتبر رئيس بلدية بريتال علي طليس ان اللواء إبراهيم “هو الباذل لنفسه في سبيل خدمة الناس، الباحث لهم عن ينابيع الحياة، الدال على الخير وفاعله، المحسن إليهم في السر، الطامح لزرع الفرح والأمان في حدائق أرواحهم، فهو الذي يعرف كيف تصير الكلمة شمعة تضيء، وكيف يصير الحرف الموشى بالخزامى سفير العطر الأصيل. فوجودك بيننا اليوم في بلدتك بريتال يشعرنا بالاحتواء والإنتماء إلى كل ربوع هذا الوطن الجميل”.
وأكّد أنّ “أهالي بلدة بريتال، كما غيرهم من البلدات المجاورة، يتطلعون إلى قيامة الدولة العادلة والقادرة على بسط خدماتها لا سيما الأمن والمياه والكهرباء والعفو العام وفرص العمل”.
ودعا إلى “العمل على وضع بعلبك الهرمل بعامة، وبلدة بريتال بخاصة، في جدول اعمالكم واهتماماتكم، وتحديداً في إحياء ملف العفو العام، والسعي إلى تأمين التغذيّة المناسبة للكهرباء في المنطقة، واستحداث مركز للأمن العام في بريتال، واستدراج المشاريع الانمائية عبر الجمعيات والجهات المانحة والدولة، وغيرها من القضايا الاجتماعية التي نتطلع اليها، وذلك من أجل تكريم اهالي المنطقة لقاء الوفاء، واحتواء الدولة في كلّ المجالات”.
وتحدث محمد أحمد اسماعيل باسم “المنبر الحواري”، فقال: “نرحب برجل الفضل والإيثار ذي القدرات الجلية في بلده والعالم، نرحب بك في بقاعك وبين أهلك يا ابن لبنان البار، وطننا يفخر بأمثالك الذين يجسدون صورته الحضارية ويتركون بصمة عز وإباء أينما ارتحلوا وحلوا. من ينظر في تاريخكم ويرعى أمجادكم يدرك أن هناك في لبنان من يعيد إلينا الأمل ويرسم خارطة طريق لا تعرف الفشل فبعزيمة أمثالكم ودعمكم نستطيع تخطي الصعاب في المجالات كافة”.
وأضاف: “نسألكم أن تنظروا في حالة السجون التي وجدت للتأديب والإصلاح ولتهذيب النفوس التي أخطأت وظلمت، ولكن للأسف الشديد باتت أوكارا لتخريج مجرمين وتجار مخدرات وأسلحة فأين الإصلاح؟ وأين الهدف من زج المخطئين في السجون؟”.
كما أعدّت بلدة الطيبة حفل استقبال للمدير العام للأمن العام، في دار البلدية، وألقى رئيس البلدية إيلي الخوري كلمة ترحيبية، أشاد فيها بمزايا ومناقبية اللواء إبراهيم، الذي رد بكلمة أكد فيها ان “لبنان نموذج حضاري للعالم، يجب علينا أن نحافظ عليه، ليبقى مركز إشعاع في العالم”.
وقال: “ثبات المسيحيين في الأرض هو الاساس، منذ زمن زرت قداسة البابا وقال لي أنت شيعي وتتكلم معي بأنه من الضروري ان يبقى المسيحيون في الشرق فهم اساس الشرق، فانت تتكلم معي عن ثبات المسيحيين فما الذي دفعك لهذا الطلب؟ فقلت له لنحافظ على وجود لبنان، لبنان قائم على هذا التعايش والصراع الذي تجدوه طائفيا هو ملتبس، فالذي يستخدم هذا السلاح لكي يقوي زعامته ويثبت مكانته هو مجرم بحق الوطن أيا يكن، نحن هكذا تربينا وهذه مدرستنا التي نعتز بها ونفتخر، فلتكن ارادتكم ان تبقوا في هذه الأرض وليس هناك من يجبركم على البقاء، فالقناعة هي الأساس، وأيدينا وقلوبنا مفتوحة للجميع، لنساعد بعض كي نبقى على هذه الارض، فنحن جميعا تحت القانون، أنتم مستهدفون ليبرر الكيان الصهيوني يهودية وجوده وهذا هو سبب الاستهداف، لا يستطيعون استهداف الاسلام كونهم كثر فالأقل هم المسيحيون ويعتبرون أن من الاسهل استهدافهم، ولكن نحن لن نسمح بهذا الشيء طالما قلبنا ينبض، لن نرضى بهذا الشيء، فوجودكم هو سر قوة لبنان ووجود أي طائفة، ونحن جاهزون لنقدم آلاف الشهداء حفاظا على هذا التعايش. فكما كنا جاهزين في الجرود لحماية هذه الأرض نحن جاهزون بالاندفاع نفسه للحفاظ على وجودنا وثباتنا في هذه الأرض، ونحن يعني نحن وأنتم”.
وقدم الخوري للواء إبراهيم نسختي قرآن وإنجيل مجتمعان معا، للدلالة على التمسك بالعيش الواحد المشترك بين اللبنانيين مسيحيين ومسلمين.