وسيم فؤاد الأدهمي- مدير التحرير
بعد وصول ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي إلى خاتمته، وتسليم الرسائل المتعلقة بالترسيم في أعقاب الوساطة الأميركية الناجحة التي قادها المنسق الرئاسي الخاص آموس هوكشتاين، انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض، فمنهم من اعتبر أن لبنان تخلّى عن حقوقه ولاسيما تفريط أهل السلطة بالخطّ 29، فيما رأى آخرون أن ما حصل يشكل انتصارا، وهو مدخل للخروج من النفق الاقتصادي المظلم.
ترى كيف يقرأ نائب رئيس مجلس النواب السابق، والسياسي المخضرم، إيلي الفرزلي هذا الاتفاق وخلفياته؟… الجواب في الحوار التالي:
كيف تقرأون اتفاق ترسيم الحدود؟
يمكن إدراج اتفاق ترسيم الحدود تحت قاعدة “إن لم يكن ما تريد فأرد ما يكون”. هذا الذي كان، هو نتيجة من نتائج الواقع الذي عاشته البلاد، وحالة التدهور والتجويع والتركيع الذي الحق باللبنانيين أضراراً هائلة، كان لا بد من شيء ما، يؤدي إلى زرع فكرة فيها أمل للمستقبل، وقد زرعت هذه الفكرة عبر ترسيم الحدود على قاعدة الخط 23، ولكن هذا الاتفاق يشوبه عيب التخلي عن الخط 29 والثروة في البحر من حصة لبنان.
وقد أعلن ديفيد شنكر بالفم الملآن انه زاره وزير لبناني موفداً من قبل باسيل وطرح عليه إزالة العقوبات في مقابل التنازل عن حدود بحرية.
هذا باختصار حال الترسيم، والشعب اللبناني يتعاطى معه على هذا الأساس.
اعتبر الجانب الإسرائيلي ان التوقيع هو بمثابة اعتراف بالكيان الصهيوني، كيف تردون؟
دعنا نتكلم بشكل واضح، لا علاقة لاتفاق الترسيم بالاعتراف بإسرائيل، بل هو تفاهم على مصالح اقتصادية في البحر، وهذ الأمر يتم حتى بين الدول الأكثر شراسة في العداء، شأنه شأن كل التفاهمات التي تمت لوقف إطلاق النار. لذلك لا يوجد من قريب ولا من بعيد اعتراف بالكيان الصهيوني الذي هو على مشارف الانتخابات، ويريد الحكم الحالي كسب بعض الأصوات الشعبية من خلال هذا الادعاء.
ما هي حسنات، وسيئات هذا الاتفاق، وهل هذه هي الصيغة المثلى؟
بالتأكيد هذا الاتفاق ليس الصيغة المثلى. بل الصيغة المثلى تتجسد في الحصول على الحقوق كاملة، أي الخط 29، أو التفاوض على “كاريش” بطريقة أو بأخرى إذا اعتبرنا ان الـ29 هو خط تفاوضي كما صرح الوزير جبران باسيل. ونحن نعلم ان الرئيس عون عندما تسلم المفاوضات وفقاً للمادة 52 من للدستور، كلف الجيش بإجراء الدراسة، وهذا الأخير سلم تقريره متحدثاً عن ضرورة تسجيل هذا الخط بمرسوم في الأمم المتحدة خلافاً للرسوم الأول 6433، ثم عاد ونكث هذه المطالبة بعد أن وافق وزير الأشغال ورئيس الحكومة على توقيع المرسوم.لذلك أقول انه ليس الاتفاق الأمثل!
من المستفيد الأول من الاتفاق؟
أعتقد ان كل الأطراف استفادت، ولكن ما لا شك فيه ان إسرائيل أخذت ما ليس لها،ولكن هذه هي موازين القوى.
يكرر الأمريكيون باستمرار، لا سيما اليوم، ان للاتفاق انعكاسات إيجابية على الاقتصاد اللبناني، هل توافقون على ذلك؟
لا شك أن للاتفاق انعكاسات إيجابية على الاقتصاد اللبناني: فهذا أمر سيعيد طرح النظر بالتصنيف الائتماني للبنان، باعتباره دولة يحتمل وجود النفط فيها، وهو موجود لا شك، وأيضاً بعد الاتفاق مع المؤسسات الدولية سيفتح الباب واسعاَ أمام كل الاستثمارات الدولية، لا سيما النفطية.
بعد توقيع الاتفاق، كم سنة يحتاج اللبنانيون للخروج من النفق المظلم؟
أعتقد ان الخروج من النفق المظلم سيبدأ مع خروج الرئيس عون من القصر الجمهوري.لا شك أن هناك أملاً في نهاية النفق، وسيتراكم هذا الأمل، خصوصاً عند انتخاب رئيس للجمهورية وستسرع خطى باتجاه خلاص لبنان.
كيف تقرأون مستقبل البلاد؟
انا مؤمن بمستقبل لبنان وان هذا البلد سيستعيد جزءاً كبيراً من الدور الذي كان يلعبه في المنطقة، ليس لأن أحداً شاء ان يعطيه هذا الدور، بل لأنه امتلك مقومات الدفاع عن نفسه وعن حضارته وعن مقومات أكثر من أي بلد آخر كان سيتحمل النتائج المترتبة على ما حدث