تعاني مدينة بعلبك منذ أكثر من سنة كسائر بعض المناطق اللبنانية من مسألة إنتشار الكلاب الشاردة التي تشكل خطراً على الإنسان والبيئة معاً، بعدما تخلى عنها أصحابها وتكاثرت بشكلٍ كبير، وغابت البلديات عن اجتراح الحلول نتيجة عجزها المالي، ووقع المواطن فريسة الإهمال الذي يتسبب بأمراض تضاف الى قائمة الأزمة الصحية التي نعيشها.إنتشار الكلاب الضالة في شوارع مدينة بعلبك وأحيائها لم يكن يشكل قبل الأزمة الإقتصادية التي تعصف بالمواطنين، قضيةً تدب الرعب في قلوبهم، فالظاهرة كانت مقبولة وبأعدادٍ قليلة جداً، فهذه الكلاب تبحث عن بقايا الطعام والمخلفات التي يرميها الناس بعدما فاضت عن بطونهم. ومع تفاقم الأزمة وسعي المواطنين إلى تأمين طعامهم «بطلوع الروح» من دون أن يفيض عنهم ما يطعمونه للحيوانات، باتت الأعداد الكبيرة التي تنتشر في الشوارع بحثاً عن طعام من دون أن تجده تؤرق حياتهم وتثير الخوف في قلوب أبنائهم الذين يتوجهون إلى مدارسهم صباحاً سيراً على الأقدام بعد إنعدام فرص الوصول إليها بواسطة الحافلات لعدم القدرة على دفع البدل الشهري، الأمر الذي دفعهم لرفع الصوت بغية تدخل الجهات المسؤولة للحد من تلك المشكلة من دون أن يلقوا جواباً.ومع دخول فصل الشتاء والبرد، تعاظمت أعداد الكلاب حيث تُشاهد قطعاناً تسير خلف بعضها البعض أمام المنازل وفي الشوارع، وتهاجم في كثير من الأحيان المارّة، في سلوكٍ عدواني الأمر الذي يستدعي حلاً جذرياً، وسط غياب الوعي والادراك للتعامل مع سلوك هذه الحيوانات، ما يدفع الناس إلى اطلاق النار عليها أثناء مهاجمتهم أو دخولها باحات المنازل.ومع تكرار المشهد اليومي من حوادث بين فينةٍ وأخرى وتكاثر الحالات المرضية بشكل مباشر عبر «عضة» الكلاب، أو من خلال الطعام والخضار، جاءت مبادرة «العائلة البعلبكية» في سبيل حل المشكلة بشكل متكامل يراعي القانون المحلي والدولي والرفق بالحيوان. وفي هذا الإطار يقول الدكتور سهيل رعد أحد أبناء العائلة البعلبكية وصاحب الفكرة والمبادرة لـ»نداء الوطن»: «إن مشكلة الكلاب الشاردة أحدثت أزمة في كل قرية ومدينة لبنانية وأنتجت مشكلات كثيرة أبرزها صحية وسط غياب الوعي لدى المواطنين لمعرفة الأمراض التي تسببها الكلاب وأهمها: داء الأكياس المائية الكليبية وداء الكلب، والأولى هي عبارة عن دودة تعيش في أمعاء الكلاب وتخرج مع البراز على الأعشاب والنباتات والمياه، وتعيش حتى 12 شهراً وتنتقل العدوى منها الى المواشي والانسان، ناهيك عن الاحتكاك المباشر بالفرد، ولاحظنا كمختبرات أنسجة أن عدداً كبيراً من العمليات التي تُجرى تكون فيها أعضاء الانسان مصابة بهذا المرض».وحول المعالجات التي يمكن أن تساهم في الحل أشار إلى «أن الموت الرحيم هو أحد الحلول المعتمدة في الدول الأوروبية، وهو التخلص من الكلاب من دون عذاب وبطريقة رحيمة عبر اعطائها مخدراً ثم دواء يوقف عمل القلب»، مضيفاً أن «غياب المتابعة من المسؤولين لا سيما البلديات وجمعيات الرفق بالحيوان أنتج هذه الظاهرة، وبين صحة الإنسان والحيوان فالأولوية للإنسان في ظل ما نعيش من أزمات إقتصادية وصحية، على أن تتولى البلدية المشروع في حال أُخذ به».