كتبت سمر الخوري في “المركزيّة”:
في الآونة الأخيرة، عاد الحديث بقوّة عن التهريب الذي ينشط بكثافة بين لبنان وسوريا واشتمل على مواد أساسية على رأسها المحروقات، وقد علت الصرخة حيث يتم رصد تحركات غير اعتيادية على الحدود. وفي السياق، يشير مصدر متابع لـ “المركزية” الى أنّ التهريب ينشط بقوّة هذه الأيام إن عبر الحدود الشرعية أو غير الشرعيّة بسبب النقص الحاد الذي تعانيه سوريا جراء عدم وفاء ايران بتعهدها في سدّ حاجات البلاد من المحروقات.
ومع شحّ المواد هذه، ارتفعت الأسعار بشكل جنونيّ، وباتت كالآتي:
ارتفع سعر قارورة الغاز من حوالى 11000 ليرة سورية الى ما يقارب الـ 40 دولارا للقارورة، أي حوالى ألف وثمانمئة ليرة سورية.
أمّا المازوت فسعر الصفيحة منه وصل الى حدود الـ 40 دولارا وهي مرتفعة مقارنة مع لبنان حيث تباع هنا بما يقارب الـ 18 دولارا.
أمّا صفيحة البنزين فتتراوح بين الـ 46 دولارا والـ 50 دولارا، فيما سعرها في لبنان حوالى الـ 17 دولارا.
اذا، التزام الدول العربية والأوروبية بقانون قيصر، وعدم وفاء ايران بتعهداتها، أعاد تنشيط عمليات التهريب على الحدود اللبنانية – السوريّة، ولكن كيف تحصل هذه العمليّات، وهل ضبطها ممكن؟
الخطّ الأساسي للتهريب بحسب المصدر، هو البلدات اللبنانيّة التي تقع شمالي الهرمل في الداخل السوريّ، وأبرزها بلوزا، حاويك، السماقيّات، برج الحمام، جرماش، القصر، القصير وغيرها. وهذه البلدات محرومة من البطاقات الأسرية، كونها تعدّ لبنانيّة، وفيها تنشط عمليّات التهريب والبيع بشكل واسع.
الدّراجات الناريّة هي الوسيلة الأساسيّة للتهريب خصوصا أنّ الجيش اللّبناني كان قد أقفل المعابر غير الشرعية بسواتر ترابية ومنع مرور الصهاريج عبر المنطقة المعروفة بقرى بساقية جوسي التي تفصل بين لبنان وسوريا، على امتداد 22 كلم تبدأ من القاع وتنتهي غربيّ بلدة القصر، والبضائع المهرّبة عبر هذا الخط تصل الى حمص السورية مباشرة.
وبحسب ما يقول شاهد عيان لـ “المركزية” فإنّ الدراجات الناريّة، التي تمرّ فوق السواتر الترابيّة تحمل ما يقارب الـ 8 قوارير غاز، أو تنقل 4 بيدونات بنزين أو مازوت كلّ واحد بسعة 50 ليترا (أي 200 ليتر/الواحدة).
خطّ آخر ناشط في التهريب، هو على حدود المصنع وباتجاه الجنوب السوريّ، أي من قرى البقاع الغربي، الصويري، مجدل عنجر وهو ما يعرف بخط المصنع – الشام.
أمّا المنطقة الأكثر نشاطاً، فهي منطقة الهجانة والتي تقع بين الحاجزين اللبنانيّ والسوريّ وهي منطقة تحتاج لأكثر من ربع ساعة لاجتيازها، وتعدّ “مشرّعة” للتهريب وتحديدا في اللّيل ويمكن للدراجات النارية الوصول اليها بسهولة من دون المرور عبر الأمن العام اللّبنانيّ.
أمّا التهريب عبر المعابر الشرعيّة والذي يصعب ضبطه بحسب المصدر، فيتم عبر دخول أو خروج سيارات من نوع جيب أو مرسيدس (نظرا لكبر خزاناتها)، وتكون نظاميّة، فتملأ خزاناتها من لبنان بالبنزين أو المازوت وتنقل الى الجانب السوريّ.
على المقلب الآخر، تنشط عمليّات التهريب من سوريا الى لبنان، حيث تدخل مستحضرات تنظيف الملابس والصحون، والأسمدة الزراعية، كذلك الأدوية الطبيّة وكلّها مصنعة محليا في سوريا. إضافة الى بعض المواد الغذائية ولكن بكميات ضئيلة.