فقدت زحلة اليوم فارسا عنيدا، في الفكر والأدب والسياسية، الوزير السابق، ونائب نقيب الصحافة لفترة طويلة، جورج سكاف.
زحلي عريق، إزدحمت فيه المواهب، فشق الطريق بأسلوبه الخاص في عالم السياسة والصحافة، وعرف كيف يعلي قبابهما. فكان “إعلاميا أصيلا، ووزيرا لامعا”.
الوزير جورج سكاف مولود في زحلة سنة 1928، والده وديع فارس سكاف، والدته نجلا ابو خالد، متزوج من دعد أبي نادر، ولهما ولدان إدي ومكرم.
تلقى علومه الأولى في الكلية الشرقية التي مثلها في مباراة الجامعة الأميركية في بيروت بين جميع مدارس لبنان وفاز بالجائزة الثانية.
درس الفلسفة في الكلية العلمانية، الليسيه الفرنسية في بيروت، وفي جامعة القديس يوسف نال شهادة في الحقوق والعلوم السياسية.
انتسب الى نقابة الصحافة سنة 1952 وصار نائبا للنقيب في سنة 1999.
بدأ العمل الصحافي مع صدور جريدة “الجريدة” عام 1953، وتدرج فيها من محرر الى رئيس قسم خارجي، الى سكرتير تحرير، فمدير مسؤول ورئيس التحرير حتى سنة 1964. فحملت تاريخ “الجريدة” معه بعضا من تاريخ النهضة الصحافية، وخصوصا مع إطلاق أول ملحق أدبي للإبداع في لبنان.
أسس مع رفاق صحافيين شركة للعلاقات العامة باسم جيسيكو، وبعد سنة أصدر مع أربعة زملاء مجلة إقتصادية بإسم “رجال الأعمال”، ثم أصدر “الديار” كمجلة سياسية أسبوعية مع كل من حنا غصن وياسر هوارى.
عام 1969 تسلم الجريدة في إستثمار حر، وبعد سنة 1970 اشترى الإمتياز فصارت الجريدة ملكه.
سنة 1976 إختير وزيرا للمالية والبريد والبرق والهاتف والإقتصاد الوطني.
له مؤلفات كثيرة أبرزها “حقائق لبنانية” و”كرمنا في علين”، “صفحات من لبنان” التي إحتفت بها بلدية زحلة سنة 2004 وقد إختزل فيها سكاف الوجه الحقيقي للبنان لفترة من تاريخه، الى مؤلفات أخرى ك “نحو لبنان أفضل” “لبناننا الجديد” “زحلة التي نبني” “وجها لوجه”، “التغيير الصعب” وغيرها من المؤلفات.
مثل جورج سكاف لبنان في ندوات عدة، وشارك في وفود رسمية ومؤتمرات عربية وعالمية، وساهم في ندوات صحافية متعددة، ونال عدة أوسمة وجوائز ودروع. وكان في كل ما عمل متفائلا بمستقبل لبنان رغم كل المصائب، متواضعا، يسمو بفكره وبأناقته في التعبير، راسما نهجه الفريد في الكتابة والتأريخ.
بلدية زحلة – معلقة وتعنايل تنعي بأسف الوزير والنقيب جورج سكاف، متقدمة بالتعازي الحارة من الزحليين عموما، ومن عائلته خصوصا.