يستمر تأثير الكتل الهوائية الحارة المتمركزة حاليًا فوق شبه الجزيرة العربية على لبنان والحوض الشرقي للمتوسط بحيث تبلغ ذروتها يومي الأربعاء والخميس ويرافقها نسبة رطوبة مرتفعة في المناطق الساحلية مما يزيد من حدّة الشعور بالحر.
كما حذّرت دائرة التقديرات في مصلحة الارصاد الجوية, من خطر اندلاع الحرائق في المناطق الحرجية ومن التعرض لأشعة الشمس المباشرة في ساعات الذروة وننصح بالإكثار من شرب السوائل وارتداء الالبسة القطنية. متى تنحسر هذه الموجة؟ وهل من موجة “لاهبة” جديدة بطريقها إلى لبنان؟
في هذا الإطار أكّد المتخصّص في الأحوال الجويّة الأب إيلي خنيصر، أن “المناطق المدارية الواقعة على مدار السرطان، تشهد حالات جوّية متضاربة بين الغرب والشرق، فمنها الحار واللاهب ومنها الأعاصير المدمرة، إضافة إلى عواصف من الدرجة العالية تترافق مع تدفق للتيارات القطبية الباردة نحو وسط اوروبا على ارتفاع 2700 متر”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أشار خنيصر, إلى أن “الموجة الحارة دخلت يوم الخميس الفائت منطقة الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط، وبسبب لُحمة المنخفضين “الهندي الموسمي والسوداني” تمددت الكتل اللاهبة من الصحاري الكبرى نحو شمال أفريقيا وعبرت البحر المتوسط نحو إيطاليا وأسبانيا وفرنسا واليونان وتركيا، حاملة معها رطوبة البحر، ما ساهم بزيادة الحر، وبدأ الحصار الناريّ على لبنان والمنطقة وارتفعت درجات الحرارة بشكل حاد، وسوف تستمر هذه الكتل الهوائية حتى 30 تموز”.
ولفت إلى أن “هذه الموجة ستنحسر نهاية شهر تموز الجاري, بسرعة بسبب وصول منخفض جوي نحو شمال تركيا مصحوب بكتل هوائية قطبية نحو شرق أوروبا، على طبقة 700hpa، أي ما يوازي ارتفاع 3000 متر عن سطح البحر، لذلك سوف يشهد لبنان تراجعاً بدرجات الحرارة بمعدل 3 إلى 5 درجات لمدة يومين قبل أن يعود شهر آب بأسبوعه الأول ويضرب المنطقة بأجواء حارة، فتكون الموجة الثالثة بانتظارنا من حيث القوة والمدة الزمنية لهذا الصيف”.
وختم خنيصر, بالقول: “أسبوع حار بانتظار لبنان وسوريا وتركيا وقبرص وفلسطين والاردن، والحرارة بقاعاً ستتراوح بين 36 و 40 درجة, أما على 1000 متر ف 32-33، وعلى الساحل بين 34 و 35 مع رطوبة تصل بعد الظهر الى 90%. امّا الحرارة في دمشق فستتراوح بين 41و 44 درجة”.