كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
يتم التعاطي بملف المعابر غير الشرعية عبر الحدود مع سوريا، انطلاقاً من النكايات بين الأطراف السياسية، مع أن الأهم والضروري والواجب راهناً، تحييد الملف عن السياسة، وذلك يكون فقط من خلال التفاوض المباشر مع الجانب السوري، ووضع حقيقةً ملف النزوح غير الشرعي على سكة الحل السياسي، ثم توقيع الاتفاقات بين البلدين لضبط الحدود اولاً، والاهم من كل ذلك التشدد على ضبط الحدود من الجهة السورية، بالتنسيق مع الجانب اللبناني، وبالتالي تحل المُشكلة نهائياً.
لكن التوقعات التي يخشاها المراقبون، الّا يستجيب الرئيس بشار الاسد الى مطالب الوفد اللبناني وان يقطع لهم وعوداً بمثابة كلام في الهواء، فيما اللجنة الوزارية المكلفة متابعة ملف النازحين برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، دقت ناقوس الخطر، بعدما رفع قائد الجيش العماد جوزاف عون الى اللجنة التشاورية الوزارية امس عبارة “الخطر الوجودي”، لذا المطلوب ان يأخذ النظام السوري على عاتقه، الجهد الكافي لاغلاق المعابر غير الشرعية من جهته واتخاذ التدابير اللازمة.
بطبيعة الحال، دمشق على وجه الخصوص تتحمل مسؤولية كبيرة، لحماية الحدود من ايّ خرق، اكان تهريب بشر او متطرفين، الى تهريب الاسلحة لقوى امر الواقع، لكن يبقى هذا الامر مستبعداً، ويرجح مراقب سوري معارض في حديثه الى وكالة “اخبار اليوم” ان يبدي الرئيس الاسد استخفافاً بمسألة ضبط النازحين، اذ يجرهم بيده للهروب على خلفية ضلوع نظامه بصفقات مشبوهة مع المهربين.
فيما لا تخفي مصادر مقربة من النظام عبر “اخبار اليوم” انزعاجاً سوريًّا من المسؤولين في لبنان الذين لم يتخذوا أي خطوات تقاربية فيما خص تطبيع العلاقات مع دمشق طوال الأعوام الماضية، ولم يتصل أيّ رئيس حكومة لبناني بالمسؤولين السوريين.