– بعلبك- شيعت حركة “أمل” شهيدها موسى الموسوي، بمأتم مهيب وحاشد غصت فيه شوارع بلدة النبي شيت، في حضور ممثل الرئيس نبيه بري رئيس الهيئة التنفيذية لحركة “أمل” مصطفى الفوعاني، وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عباس الحاج حسن، النواب: قبلان قبلان، علي حسن خليل، غازي زعيتر، وإبراهيم الموسوي، النائب السابق حسين الموسوي، الوزراء السابقين رئيس الجامعة الإسلامية في لبنان الدكتور حسن اللقيس، عباس مرتضى وفايز شكر، عضو المكتب السياسي جميل حايك، مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله، أعضاء من الهيئة التنفيذية والمكتب السياسي والمجلس الاستشاري، مسؤول اقليم البقاع أسعد جعفر، مسؤول منطقة البقاع في “حزب الله” الدكتور حسين النمر، وفود من الجيش اللبناني والأمن العام وأمن الدولة والدفاع المدني، وفاعليات دينية وسياسية وبلدية واختيارية وكشفية واجتماعية.
ومع وصول جثمان الشهيد إلى ساحة البلدة، بدأت مراسم التشييع بتقديم ثلة من الحركيين التحية العسكرية على وقع عزف الفرقة الموسيقية لكشافة الرسالة الاسلامية.
الفوعاني
وألقى الفوعاني كلمة الرئيس بري، فقال: “للبقاع، مبتدأ المقاومة وخبرها، عندما كانت ولا تزال في مهدها، بذرة طيبة في الأرض الطيبة، حين دوى ذلك الإنفجار، ليكسر الصمت والخوف من الموت، في الخامس من تموز عام 1975. البقاع، الشاهد على الشهداء الأوائل، للبقاعيين الذين كانوا الأشد وضوحا والذين كتبوا بدمهم المضيء إعلان ولادة أفواج المقاومة اللبنانية امل. للبقاع الراعد، الذي يحمل ماءه في سرير الليطاني إلى عطش الجنوب الواعد، لنيسان مقاومون يقرأون الغيم عطرا في مرجعيون، يفتحون نوافذ الوطن لكرامة التراب، ويشرقون تحريرا كأنه شواطئ البنادق ومآذن التحرير والانتصار، للخيام والنبي شيت وكفركلا وهي تفتح الذاكرة مقاومة، للشهداء : السيد موسى عبد الكريم الموسوي، محمد علي وهبي ومحمد داود شيت، وهم يتلون نجيع الدم شهـادة، وترتقي في معراج الشوق وتقرأ على وجه التاريخ: هيهات منا الذلة، مضوا انتصارا، فجرهم ينبلج من الصدر، توسدوا الميثاق التحفوا بنادقهم، فيثمر نيسان دحرَ احتلال، بعد قسم آذار وعهد الله ان نحفظ لبنان وفي قلبه الجنوب”.
وتابع: “في الجنوب قامات الشهـداء، نستمطر الله دفء شهداء يخرجون تراب العشق على حروف يغزلها موسى الموسوي، ولشهـداء البقاع والنبي شيت وهم من سدد الطلقة الأولى، من هنا على مرمى مقاومة في عين البنية، يرفع شهـداؤنا الوطن جبينا وتغدو المقاومة قدرا ذات تحرير وزرع أجساد لهم ، للتاريخ إذ تكلم ، كأنه وجه موسى الصدر، ولقرى البقاع تحمل وجه الله عزة، وفي ترابها سماء وعقول وأقلام، لك انت يا أخي موسى تصلّي على حصير الصدر، وفيك فجرنا والآيات والسبع المثاني، تعبر سحابا لغياب أشدّ حضورا، ميثاقك آذان فجر، وفزت وربّ الكعبة، فتخضلّ ربى الوطن أفواج أمل، وما بدّلنا تبديلا، وهِنا فيها الحادي صوت كربلائي وهيهات منا الذلة”.
أضاف الفوعاني: “وأما الشهيد موسى هذا الشبل الصدري والصوت الرسالي في عشر أواخر من شهر الخير، القى تحيته على الأرض التي عشقها ومضى. ويختتم مسيرته الجهادية التي دامت أكثر من ثلاثة عقود يغادر الساحة ويرحل ملفوفا – كما أوصى – براية الشـهداء والمخلصين الشرفاء، راية أمل. هذا الرسالي الذي خرج من عرينه في المصبغة- الشياح نحو القطاع الغربي في صور مرافقا الشـهيد القائد حسام الأمين لم يعد إلى منطقته إلا بعد ان سجد على تراب المنطقة المحررة، فكان في طليعة المقاومين في أيار عام 2000 من معبر الحمرا نحو القرى المحررة، وساهم في اعتقال العملاء ومطاردة فلول الاحتلال وصولا الى بركة ريشا… وهناك اعتلى “موسى ” دشم العدو التي اعتاد مع اخوانه دكّ تحصيناته بعد رصد طويل وسهر في ربى جبل عامل والأودية والوهاد. واستمر مجاهدا يلتحق بالمحاور الجديدة فثبّت أقدامه في الخيام، يشمخ ببصره إلى مواقع الاحتلال في مزارع شبعا، يمني نفسه بمنازلة جديدة مع “العدو الصهيوني ” .. وكان له ما أراد في تموز 2006 فصمد 33 يوما تحت أهوال الجحيم على الحدود مع فلسطين المحتلة ومن هنا بدأت مرحلة الاعداد للنزال الجديد”.
وأردف: “انتقل إلى مرحلة إعداد العدّة مربيا الأجيال على العداء للشرّ المطلق واضعا تجربته الطويلة في تصرّفهم … لا بدّ من إنشاء جيل يواصل المسيرة ويواجه الاحتلال، ما خبت همّته يوما، ولم يفارق سلاحه لبرهة، في انتظار مهمة جديدة ينجزها بسعادة ويكسر حاجز المستحيل دائما بعزم من صوّان البقاع الراعد وبلدة الوفاء لإمام الوطن والمقاومة ولحامل أمانته الرئيس نبيه بري، نسر النبي شيت وأسد البقاع، عاد إلى أعالي جبالها ليستنشق عبيرا مقاوما صنو عبير الجنوب”.
وقال: “حركة أمل كانت وستبقى في أماكن تشمخ بنا حضورًا، أفواج مقاومة نحفظ حدود أرضنا، ودعاة حوار نرى انه سلام لبنان الداخلي، ونسعى في حركة أمل من أجل تكريس هذه المصطلحات في خدمة لبنان.
من جهة اخرى تؤكد الحركة أنها كما كانت مبتدأ المقاومة وخبرها في مواجهة العداونية الصهيونية منذ الطلقة الاولى في عين البنية ورب ثلاثين وشلعبون وبنت جبيل ها هي اليوم رأس حربة في المقاومة وهي أبدًا صدى لصوت موسى الصدر “إذا التقيتم العدو الاسرائيلي قاتلوه بأسنانكم وأظافركم وسلاحكم مهما كان متواضعًا”… ومن هنا كان شهداء حركة أمل يثبتون بالدم صوابية منطلقاتنا وخياراتنا في حفظ الوطن وفي قلبه الجنوب، وما رأيناه يؤكد مجددا أننا رأس حربة في مواجهة العدوانية الصهيونية المتمادية، وشهداؤنا اثبتوا حضورا على مستوى وطنيتهم قل نظيرها، فهم لكل لبنان ولكل ابنائه بذلوا دماءهم ليحفظوا الكرامات أمام عدو غاشم يرتكب مجازر أمام العالم الذي يصم عقلا وفكرا وقلبا وقانونا ولولا مقاومتنا لاستباح العدو الوطن وهتك الكرامات. فالمقاومة تردع إسرائيل وتضع حدا لغطرستها، ونفتخر بشهداء ومقاومين ما بدلوا حتى نيل الانتصار”.
ورأى الفوعاني ان “ما يجري في غزة والضفة والجنوب اللبناني هو حرب على الحجر والبشر، ومشهد استهداف المستشفيات من قبل العدو الصهيوني في فلسطين والمجازر في لبنان يؤكد حقيقة ممارسات العدو الصهيوني الإجرامية، وبات خطره يهدد المنطقة بل العالم كله، فهذا عدو لا يقيم وزنا ولا يفهم إلا بلغة المقاومة والمقاومة فقط”.
وتطرق إلى الوضع الداخلي في لبنان، معتبرا أن “المطلوب ملاقاة الرئيس برّي في منتصف الطريق بالتزام الحوار كمخرج سليم لانتخاب رئيس للجمهورية ضمن خارطة طريق من أهم بنودها مواصفات الرئيس العتيد، رئيس يستشعر الخطر الصهيوني والأخطار المحدقة بلبنان وأن يكون له حضور وقبول على المستوى العربي والدولي. واننا ما زلنا نرى أن الحوار والتوافق والتلاقي والتفاهم سبيل اللبنانيين الوحيد للخروج من الازمات المتتالية..ومن غير المناسب ان نختلف على شكل الحوار والتوافق والتلاقي والتفاهم والعدو يستبيح اجواءنا كمن يناقش جنس الملائكة على أعتاب العدوانية الصهيونية”.
وتوجه إلى “بعض الأصوات التي تعمل على توهين عمل المقاومة بل ومحاولة تحميل المقاومة الأخفاقات الداخلية، نقول لهؤلاء: المقاومة هي التي حصنت لبنان، والمقاومة هي التي أرغمت العدو على الخروج من لبنان، ونؤكد أن الذي لا يؤمن بمسألة العداء لإسرائيل لا يحق له الحديث عن دور المقاومة، ونحن في نفس الوقت نتمسك بالجيش والشعب والمقاومة، وهي أبجدية رسخها الإمام موسى الصدر وحامل أمانته دولة الرئيس نبيه بري حيث يقول:” ما يبعث على الأمل أن فلسطين ليست وحدها خاصة بعد أن حيد البعض أنفسهم عنها وعن الدم الفلسطيني الذي يراق فوق ربى فلسطين العربية ولبنان يدفع ثمناً باهظا لقاء وقوفه مع فلسطين وهذا قدرنا. سقوط الجغرافيا الفلسطينية العربية لا سمح الله لن يكون سقوطا لفلسطين فحسب إنما هو سقوط للأمن القومي العربي وسقوط للإنسانية جمعاء”.
وأمّ المسؤول الثقافي المركزي العلامة الشيخ حسن عبدالله الصلاة، وبعدها ووري الشهيد في جبانة البلدة.