بقلم حسين درويش،
رغم ضبابية موعد الاستحقاق الانتخابي ، تبرز المواقف بين مؤيدٍ للاجراء وساعٍ للالغاء والتأجيل، على وقع الأحكام الدستورية ورد المهل والطعون.
كل ذلك،لم يلغ او يحّد من عقد الاجتماعات والتحركات الانتخابية المتنقلة بين المناطق على ساحة محافظة بعلبك – الهرمل والبقاع الاوسط من أكثر من جهة، ومنها اجتماعات معلنة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها غير المعلن. مع الإشارة إلى وقوف جهات سياسية منظمة خلف هذه الاجتماعات واللقاءات، وهي تدار عن بُعد بدون اي ظهور رسمي او علني.
تتوزع هذه اللقاءات والاجتماعات بين المناطق والقرى في منازل مؤيدة ومعروفة الولاء تحت عناوين سياسية في الظاهر، اما في الخفاء، وان كان ظاهرها سياسيا اجتماعيا إقليميا ودوليا، الا انها تصب في خانة مواكبة وتقييم الاستحقاق الانتخابي والعملية الانتخابية، لجهة التحالفات وخلط الأوراق، لا سيما مع تقييم التحالفات الماضية بعد غياب وجوه، وبروز شخصيات جديدة على الساحة السياسية بغية رسم تحالفات جديدة وسد الثغرات.
تأتي الاجتماعات المتنقلة في أكثر من مكان من أجل تنشيط العمل الحزبي والسياسي ضمن أجواء توحي وكأن الاستحقاق حاصل غدا، بناء لرغبات وتوجهات خارجية، بحيث يسعى كل طرف للتمسك بمكتسباته وتعزيز وجوده في المعادلة المقبلة في الصراع على الاغلبية، التي على أساسها ستبنى التحالفات مع ظهور بوادر تحالفات جديدة بين المجموعات المستقلة والـ NGOS والجهات السياسية والحزبية المعارضة لحزب الله في حزب «القوات اللبنانية» و»سوا».
فحزب الله اللاعب الأساسي في المنطقة، انطلاقا من قاعدته الشعبية، قد اطلق تحركاته منذ اكثر من شهرين موعزا للعاملين والمناصرين في صفوفه والمؤيدين بتحريك عجلة العملية الانتخابية، وكأن الانتخابات حاصلة غدا، مبلّغاً ذلك للمخاتير الذين واكبوه باكثر من عملية انتخابية، وقد أصبحت لديهم الخبرة في ادارة المعركة الانتخابية بالأبقاء على جهوزية كاملة. فطلب من المخاتير والعاملين بالشأن العام التعجيل باصدار هويات جديدة او بدل عن ضائع، والعمل على تصحيح وتنقيح لوائح الشطب، وادراج الأسماء المغفلة غير المدرجة على اللوائح ، وهو يقوم بدراسات شاملة ومعمقة لاداء نوابه، مراجعا مسارات ومحطات النجاح والفشل اللذين تحققا ، خلال السنوات الأربع الماضية كي يبني على أساسها تسمية مرشحيه الاربعة من كوادره الحزبية ومن المنظمين في صفوفه ، وهو اليوم أكثر حرصاً على اختيارهم من داخل التنظيم في ظل الأوقات الحرجة والاستهداف المباشر بالعقوبات ، ناهيك عن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها عناصره ومؤيدوه الشيعة أوروبياً ودولياً وعربياً، وهؤلاء المرشحين الحزبيين الأربعة سيكونون نواة لائحة حزب الله من اصل ستة شيعة التي تتألف منهم اللائحة.
اما المرشح الشيعي الخامس، فهو من ضمن تحالف «امل»- حزب الله، وفيما لا زالت الحركة تنتظر كلمة السر من الرئيس نبيه بري والذي لم يقلها حتى الساعة، يتردد اسم الوزير السابق النائب غازي زعيتر استناداً للأرقام التي حصلت في الانتخابات الماضية، وهي حاصل انتخابي فاصل ثمانية، ما يدفع «حركة امل» بإن تتمثل بنائبين، وطالما ان لا خلاف بين الحليفين، قد يتوجه حزب الله لإرضاء حليفه بمكان آخر او في دائرة غير دائرة محافظة بعلبك – الهرمل، وما لم تصدر كلمة السر من بري، سيبقى مناصرو «امل» يعيشون حالة من الضياع حول الاسم الشيعي الخامس.
اما الشيعي السادس، فهو حكماً الحليف الاساسي لحزب الله وهو النائب جميل السيد الذي ازداد الحزب تمسكاً به وبتسميته ردا على العقوبات الاميركية بحقه مع اثنين من رجال الأعمال والمتعهدين اللبنانيين، ويبقى اسم الامين القطري في حزب البعث العربي الاشتراكي الصحافي علي حجازي يتردد، لكنه مرهون بقرار مرجعيته الحزبية، وفي حال قررت القيادة ترشيحه في بعلبك – الهرمل، فهذا يعني حكما ان السيد سيكون المرشح الحليف للمقاومة والاوفر حظا على لائحة تحالف «التيار»- حزب الله – «امل» في دائرة زحلة، هذا بالنسبة للشيعة الستة.
اما المرشح للكاثوليكي الأوحد على اللائحة، فالتوجهات هي ضمن تحالف التيار الوطني الحر – حزب الله.
وتشير المعلومات الى ارتفاع حظوظ الماروني النائب السابق اميل رحمة عن المقعد الماروني ضمن اللائحة.
المصدر: الديار