تابع بهاء رفيق الحريري لقاءاته واجتماعاته لليوم الثاني على التوالي في فندق “بارك اوتيل” في شتورا، واستقبل اليوم السبت المزيد من الشخصيات والفاعليات والوفود البقاعية التي جاءت من مختلف مناطق البقاع مؤيدة وداعمة لمشروع الشيخ بهاء الحريري، عارضة لمشاكلها ومطالبها، داعية الى إنشاء مشاريع إنمائية تساعد أهالي المنطقة اقتصادياً واجتماعياً.
وتحدث الحريري أمامهم مجدداً تأكيده أن مشروعه سياسي وطني بالدرجة الأولى، وأنه لن يتعامل مع أحد بكيدية، وأي تفاوض يمكن القيام به لن يكون إلا تحت سقف مشروع رفيق الحريري، مشدداً على أن الفتنة عنده ممنوعة.
وقال: “لن يكون في الطائفة السنية إلا قطب واحد، وعندما أكون موجوداً فممنوع على غيري أن يكون موجوداً”.
معتبراً أنه “من الضروري المحافظة على الطائف وتطبيقه، باعتباره الحل لأزماتنا، رافضاً موقف التغييرين غير المفهوم من اتفاق الطائف، ودعوتهم إلى إلغائه أو تغيير نصف بنوده”، داعياً الى العودة إلى معادلة الثنائية.
وقال الحريري: “لبنان رسالة يمثل قطبين أساسيين في العالم المسلم والمسيحي، ونحن لا نتكلم عن العيش المشترك فحسب بل عن الحكم المشترك، وفي عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري والبطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير كان الوضع في لبنان بألف خير، رغم وجود الوصاية السورية”.
أضاف: “لو كان حافظ الأسد حياً، ما كان ليتم اغتيال رفيق الحريري”.
وتوقع الحريري أن تشهد المنطقة تغيرات جذرية، معتبراً أنه “علينا انتهاز هذه الفرصة لأن الوقت بات مناسباً للعمل والأمور تتجه نحو الإيجابية”.
وأشار إلى أن “الربيع العربي قد فشل وهو تحول إلى خريف”، معتبراً أن “طريقة التغيير التي اعتمدت برهنت أنها كانت خاطئة سواء في الوطن العربي أو في لبنان”.
وحذر الحريري من بعض ما يطلقون على أنفسهم “مجتمع مدني أو تغييري”، معتبراً أن “الثورة التي حصلت كانت أخطر من الاتفاق الرباعي، رغم أن أهدافها واسبابها كانت محقة، ولكنها كانت مشتتة من ناحية المطالب والمواقف”.
وعاد الحريري ليصف التحالف الرباعي بأنه “تحالف جنوني”، مشيراً إلى أنه “لو لم يحصل، لكان لبنان اليوم في وضع أفضل بكثير من ناحية الازدهار والتطور، وربما كان أصبح يضاهي أهم دول العالم تطورا” .
وقال بهاء الحريري: “لن تحصل حرب في لبنان، وعلينا النظر للمستقبل في الوقت الحالي، والقيام بالإصلاحات المطلوبة في القطاع العام وإنشاء المؤسسات، وإعادة علاقاتنا وشراكتنا مع كافة الدول الشقيقة والصديقة”.
أضاف:” سنقوم بالعمل لتنشيط القطاع الخاص، بمساعدة من فريق استشاري جزء كبير منه كان يعمل سابقا إلى جانب والدي، وسنتعاون لوضع مخطط توجيهي لكل منطقة حسب احتياجاتها واولوياتها بالتشاور مع أهالي المناطق حسب مقوماتها، سواء كانت صناعية او زراعية او سياحية أو غيرها، بالتوازي مع قيامنا بمشاريع إنمائية مستدامة متطورة من خلال استثمار كل الخبرات التي نتمتع بها وستشمل كافة الأراضي اللبنانية”.
وتابع: “سنسعى بكل ما اوتينا من قوة لإرساء الاستقرار في البلد، لأن ذلك سيكون محفزًا للمستثمرين خارج لبنان، خصوصا ان هناك مقومات مميزة يتمتع فيها البلد لا سيما على صعيد المأكولات اللبنانية التي تحتل المراكز الأولى عالميا، وسنقوم بوضع مخطط لدعم المشاريع التي تعمل على تعليب المأكولات وتصديرها للعالم”.
وتوجه إلى الوفود بالقول: “فلنضع أيدينا بأيدي بعض لنكمل مسيرة الرئيس الشهيد ونصحح المسار”.