يزور بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، في ٢٧ أيلول أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس، والتي ستتوج بتدشين كنيسة سيدة الفرح، ومتحف المتروبوليت نيفن صيقلي. وفي إطار التحضيرات للزيارة، عقد مؤتمر صحفي في دار المطرانية في زحلة، ببركة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) راعي أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس، وبدعوة من اللجنة الإعلامية المهتمة بمتابعة وقائع الزيارة، وبحضور المتروبوليت نيفن صيقلي ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس لدى كنيسة روسيا.
بعد النشيد الوطني، ألقت الدكتور شفيقة كفوري كلمة رحبت فيها بالحضور، شاكرة كل اللجان التي تتابع وقائع هذا الحدث على المستويات كافة. وأكدت أن “هذا الحدث هو بمثابة الجوهرة الإيمانية التي سيتدفق منها عبق الإيمان المنتظر، وسط التحديات والأزمات الراهنة لتقول لنا: لا تخافوا”.
وتحدث رئيس اللجنة الإعلامية كاهن رعية القديس جاورجيوس زحلة حوش الأمراء الأب سيرافيم مخول، شاكرا “الرب على عطاياه ونعمه الوفيرة التي تنشر عبق الإيمان على أرض لبنان الحبيب”، مقدما شرحا مسهبا عن زيارة البطريرك يوحنا العاشر الذي سيصل إلى زحلة يوم الجمعة ٢٧ ايلول عند الساعة السادسة مساء، حيث سيستقبله الشعب المؤمن في ساحة الميدان. بعد ذلك، ستقام صلاة الشكر في كاتدرائية القديس نيقولاوس- زحلة – حي الميدان، ويختتم هذا النهار بلقاء مع المؤمنين.
أما يوم السبت ٢٩ ايلول، فسيلتقي البطريرك يوحنا العاشر الإكليروس وكهنة الرعايا ومطارنة وفاعليات المدينة ومفتي البقاع ومحافظيه والشبيبة إضافة إلى زيارة مدرسة إنترناشيونال أرثوذكس كولدج – سيدة الزلزلة.
وتتوج زيارة البطريرك يوحنا العاشر بتكريس وتدشين كنيسة سيدة الفرح ومتحف المتروبوليت صيقلي بمشاركة مسؤول قسم العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو وسائر روسيا المتروبوليت أنطونيو (فولوكولامسك)ممثلا البطريرك كيريل، والٱباء الكهنة وبحضور رسمي دبلوماسي رفيع المستوى.
وتناول المطران صيقلي في كلمته، الأسباب التي دفعته إلى تشييد كنيسة سيدة الفرح، “هذا الحلم المنتظر منذ أكثر من ٦٥ عاما، حيث كان يلتجىء إلى سيدة الفرح أيام الأزمات والاضطهادات التي عاشها في روسيا، أراد المطران نيفن أن يعبر لسيدة الفرح عن امتنانه لها، وهو الذي حمل قضايا لبنان الى العالم ، وكان سفيرا لأنطاكية العظمى في كل مكان وزمان”.
وأكد أن “كنيسة سيدة الفرح المشيدة وفق الطراز الروسي، ستضيف إلى زحلة قيمة جمالية وروحية إلى جانب كنائس ومزارات المدينة، وستعطي الشعب المؤمن مزيدا من الثبات والإيمان والأمل للبنان الذي يمثل واحة تلاق بين سائر الشعوب والديانات”، داعيا الجميع “للمشاركة في هذا الحدث التاريخي الكنسي والوطني”، وشاكرا البطريرك يوحنا “لمباركته وحضوره حفل التدشين وكذلك البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا”.
الى ذلك، شارك المتروبوليت الصوري، بمداخلة عبر تقنية (الزوم) نظرا لتواجده في أميركا، وقال فيها: “سلام لكم جميعا، ودعاء من القلب أن يمنح نفوس شهداء الوطن الذين سقطوا في عمليات الغدر راحة وتعزية لذويهم وأحبائهم، وأن يتحنن على عالمه بوقف الحروب والقتل والدمار في كل مكان، وأن يحفظ بلدنا الحبيب من كل شر ودمار، ويحل عدله في هذا العالم المعذب من الشيطان وزبانيته”.
أضاف: “نلتئم اليوم، ورغم الظروف التي تحف بنا، لكي نبث نورا وفرحا ورجاء في هذ الزمن الذي تلفه الظلمات والأحزان والمحبطات. نحن أبناء النور والحياة ولن نستسلم إلى أي موت، يريدون لنا أن نعيش فيه، الشعب اللبناني كله شعب يطلب الحياة الأفضل والسلام والعيش الكريم، ولن ننفك نعمل لكي يغلب الح ويسود الفرح حياة شعبنا”. وقال: “ها نحن اليوم في هذ الزمن الَذي تعمل فيه أدوات الدمار حولنا في بلدنا الشامخ بإيمان شعبه وفي غزة الأبية والعصية على آلات الموت ووحوشه، ها نحن اليوم ببركة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر الكلي الطوبى والجزيل الاحترام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق وبحضوره، بإذن الله، سندشن كنيسة (سيدة الفرح) غير المنتظر، ومتحف المتروبوليت نيفن (صيقلي) المشيدين من سيادة المتروبوليت نيفن، طالبين إلى الرب أن يهبنا وبلادنا وعالمه هذا الفرح الذي ربما هو غير متوقع في أيامنا، ولكنه عند الرب وبقوته ممكن في كل حين”.
وختم المتروبوليت الصوري: “سيباركنا أبانا وراعي رعاتنا البطريرك يوحنا العاشر بزيارة إلى أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما المحروسة بالله، حاملا لنا نعمة وقوة من الله بوجوده معنا”.