كتب رامح حمية,
أثارت مشاركة محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، في فعالية «بعلبك حبي» في معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس الاعتراضات والجدل. ومردّ هذه الاعتراضات ارتباط المعهد بالأنشطة الإسرائيلية المعروفة، ما دفع البعض إلى تصنيف مشاركة خضر في مصافّ التطبيع.
خضر، وحديث لـ«الأخبار»، أوضح أن «لا علم له بموضوع أيّ هوية غير عربية للمعهد وأنّ السفير اللبناني كان مدعوّاً أيضاً وموجوداً، فضلاً عن عدد من أبناء الجالية اللبنانية في فرنسا». ولفت إلى أنّ مشاركته «جاءت على أثر دعوة من مهرجانات بعلبك الدولية، لا أكثر ولا أقل».
وقد نظّمت الفعالية منذ أيام قليلة حين أطلق معهد العالم العربي ومؤسسة فرانسوا هولاند مبادرة «بعلبك حبي» «Baalbeck, mon amour» في باريس من أجل دعم مهرجانات بعلبك، بحضور الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند.
وتحدّث خضر مع هولاند على هامش الحفل واضعاً إياه في صورة معاناة الشعب اللبناني جراء الأوضاع الراهنة، وطلب منه الدعم المعنوي والمادي للبنان، ودعاه إلى حضور المهرجانات في الصيف المقبل، وأبدى هولاند الحماسة لذلك.
وكان «اللقاء الوطني ضدّ التطبيع» قد أثار شبهة تورّط «معهد العالم العربي» بـ«أنشطة تطبيعية»، بل «إنّ التطبيع هو الصبغة الأساسية التي اتّسم بها المعهد، وقد بان هذا التّوجه التطبيعي من خلال فعالياته على اختلافها»، وفق ما تؤكّد عضو الهيئة الإدارية في «اللقاء الوطني ضدّ التطبيع»، زهراء الطشم، لـ«الأخبار».
ومن باب توضيح موقف «اللقاء الوطني»، تقول الطشم إنّه لا ينبع «من باب الشبهة» بالمحافظ، وإنّما من باب «لفت نظره (…) إلى ما غاب عنه حول معهد العالم العربي»، مضيفة: «نثمّن جهود المحافظ ونحيّي نشاطه اللافت، ونتفهّم حرصه على تقديم الأفضل للمدينة، وسعيه للحفاظ على تقليد مهرجاناتها كجزء من تراثها».
وتستدلّ الطشم، للتدليل على تورّط «معهد العالم العربي»، بما أورده «اللقاء الوطني» في بيان له، تمّت الإشارة فيه إلى تصريح دينيس تشاربت، أحد أعضاء اللجنة العلمية المشرفة على معرض «يهود الشرق» الذي ينظّمه «معهد العالم العربي»، والذي قال فيه: «من الممكن القول إنّ هذا المعرض هو الثمرة الأولى لاتفاقات أبراهام. وهذا يبدأ من خلال التطبيع. نحن لم نعد نخاف من إقامة معرض عن يهود الشرق، ولن تنطبق السماء على الأرض إذا أقمنا تعاوناً مع إسرائيل».
وكانت «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» قد دعت في بيان قبل قرابة أسبوع، المشاركين كافة في «مهرجان عيد اللغة العربية» إلى الانسحاب منه، بسبب «تورّط المعهد العربي في تلميع جرائم نظام الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي، والتشجيع على التطبيع معه».
ووفق ما ورد في البيان، فإن مدير «معهد العالم العربي»، جاك لانغ، احتفى باتفاقية التطبيع المغربية ـــ الإسرائيلية، والمعهد نفسه «متورّط بعلاقات مؤسّساتية مع حكومة الاحتلال الصهيوني، من خلال تعاونه وانفتاحه مع وعلى مؤسسات أكاديمية إسرائيلية مثل (متحف إسرائيل) و(مؤسسة بن تسفي)».
وكان الكاتب اللبناني الياس خوري قد انسحب من المشاركة في محور «أيام التاريخ» من المهرجان، بسبب «الالتباسات التي أحاطت بالفعاليات والمناخ التطبيعي الذي رافقها». وكذلك، فعل الفلسطينيّان علاء بو دياب وسهاد الخطيب، اللذين انسحبا من المشاركة في مهرجانات «معهد العالم العربي» بسبب «مشاركة فرق إسرائيلية».
المصدر: الأخبار