بقلم ابراهيم الحلاق،
إفتتح يحيى الحلّاق في بلدته القرعون (البقاع الغربي) الشركة اللّبنانية للسموم المتخصّصة بصيد العقارب لاستخراج سمّها واستخدامه لصناعة عقاقير ضدّ لدغاتها.
الفكرة سيطرت على ذهن الشاب بعد تزايد حالات الإصابة بلدغات العقارب في البقاع الغربي. فشرع الحلّاق في البحث عن سمّ العقارب. «لم أعثر على أيّ دراسة علميّة لبنانيّة حول العقرب الذي يعيش في لبنان»، يقول لـ«الأخبار».
جمع معلومات علميّة أجنبية ووثّق المعرفة الشعبيّة المتوارثة حول أنواع السّم وأثر اللّدغات، وبحسب الحلّاق، فإنّه «يوجد في لبنان أحد عشر نوعاً من العقارب، تتفاوت نِسَب خطورتها».
واستطاع الحلّاق، مع فريق عمله، خلال العامين الماضيين، اصطياد خمسة أنواع منها، ثلاثة وُجدت في البقاع الغربي ونوعان وُجدا في بعلبك، وهما خطيران جداً.
يعتمد فريق صيد العقارب على آلية دقيقة، يوضح الحلاق أنّ العملية تتمّ «ليلاً بسبب عدم قدرة العقرب على تحمّل أشعة الشمس لفترة طويلة. يستعين الصياد بضوء يعمل على الأشعة ما فوق البنفسجية لكشف العقرب على بعد أمتار. فيما اللّباس المستخدم يغطّي جسد الصياد بالكامل ويحتاج إلى ملقط للإمساك بالعقرب».
عملية حفظ العقرب واستخلاص سمّه لا تقلّ دقة وخطورة عن صيده، «يوضع العقرب في صندوق مصمّم من الخشب والزّجاج للتمكّن من رؤية ما في داخله، تتوسّطه فتحة صغيرة للإمساك بذنب العقرب حيث يكمن السّم. حينها، يقوم المتخصّص باستخراج السّم بوضع أنبوب تحت الذنب ثم يتمّ تعريض الذنب للكهرباء قبل أن يُسحب السّم»، بحسب الحلّاق.
يتواصل الحلّاق مع جهات متخصّصة خارج لبنان لتصدير سمّ العقارب وإعادة استخدامه كعقاقير، وكذلك، كما يوضح، «في أبحاث السّرطان وابتكار أدوية فعّالة ضد الخلايا السّرطانية ومرضى الروماتيزم كما حصل في كوبا والولايات المتّحدة الأميركيّة».