بعد جب جنين، ها هي بلدة بلدة مجدل عنجر تتحضر ليوم غضب، يوم الإثنين المقبل، بسبب أزمة الكهرباء، ما لم يتمّ إنصافها بالتغذية الكهربائية أسوة بباقي قرى قضاء زحلة، وفق جدول واضح وثابت على قاعدة “ظلم في الرعية، عدل في السوّية”.
وبحسب رئيس بلديتها سعيد ياسين، فإنّ تغذية مجدل عنجر بالتيار من مؤسسة كهرباء لبنان تقتصر على 45 دقيقة عند الساعة الثالثة فجراً، وقد فاقت معاناة الناس قدرتهم على التحمّل مع إعلان أصحاب المولّدات في البلدة خفض التغذية لتقتصر على 6 ساعات فقط، من الخامسة عصراً لغاية الحادية عشرة ليلاً.
ويقول ياسين: “نعرف أنّ هناك معاناة في كلّ لبنان بموضوع الكهرباء، لكن مجدل عنجر بلدة حدودية، يعيش فيها 30 ألف مواطن لبناني، وأكثر من 30 الف نازح سوري، وتتواجد فيها، عند نقطة المصنع، جميع الأجهزة الأمنية والإدارية. وتقوم في أملاكنا محطة تحويل الكهرباء للبقاع الغربي وراشيا”، مشيراً إلى أنه في المقابل “لا تتعدى تغذية البلدة بالكهرباء الساعة واحدة كل 24 ساعة”.
واعتبر ياسين أنّ “وزارة الطاقة مغتصَبة من قبل حزب سياسي، يعامل القرى بكيدية سياسية، فالقرية التي تواليه في السياسة يزوّدها بتغذية عالية من الكهرباء، والقرية التي لا تواليه بالسياسية تُهدر حقوقها، ولا يكون هناك عدالة في التوزيع”.
وتابع قائلاً: “وصلنا إلى مرحلة ما عدنا معها قادرين على التحمّل. لن نرضى أن يذلّنا أحد بأيّ طريقة كانت. نتّصل بالمدير العام لكهرباء لبنان كمال حايك فلا يردّ على الاتصال، نتّصل بمسؤول التنسيق في لبنان عدنان رحيّم فلا يردّ، نتّصل بالمسؤولين في البقاع فيقولون إنّ الأمر ليس بيدهم، وبأنهم غير قادرين على تزويده بموعد محدد للتغذية بالكهرباء لعدم وجود جدول واضح، ولأن مسؤول التنسيق في بيروت يديرها على كيفه، يعطي قرية معينة (قاصداً بلدة عنجر على سبيل المثال) 3 إلى 4 ساعات متتالية في اليوم، فيما يعطي مجدل عنجر 45 دقيقة أو ساعة”.
وإذ أعرب ياسين عن احترام يكنّه لمدير عام كهرباء لبنان كمال حايك، قال: “ولكن يبدو أن هناك موضوعاً أكبر منه يحول دون تصرّفه بالطريقة الصحيحة”. مضيفاً: “لدينا مشكلة كبيرة مع نعمان رحيّم، مسؤول التنسيق في كل لبنان”، مطالباً بفتح تحقيق معه “لأنه يوّزع الكهرباء باستنسابية وبطريقة غير عادلة”.
ومضى شارحاً التفاوت في توزيع الكهرباء: “نحن إذ نتمنّى لشركة كهرباء زحلة أن تبقى مزدهرة ومتطوّرة، لكن ليس من العدل أن تأخذ 35 في المئة من كهرباء لبنان عبارة عن 7 إلى 8 ساعات تغذية في خلال 24 ساعة، ومجدل عنجر والجوار لا تأخذ ساعة واحدة. هذا الموضوع لا يمكن أن نسكت عليه بعد الآن، مثلنا مثل أيّ منطقة في البقاع الأوسط. فلتأخذ كهرباء زحلة 10 و 12 ساعة، لكن في المقابل يحقّ لنا أن نكون مثلها، أن يكون هناك مساواة. فالمواطن المجدليّ يشعر اليوم بالقهر وبالمعاناة، بأنه يجري التحامل عليه بالسياسة. ونحن نطالب وزير الطاقة والمدير العام لكهرباء لبنان كمال حايك بالتحقيق، وبحقنا بالتوزيع العادل، وفق جدول واضح، وإلا اعذرونا فسنُضطر منذ الإثنين المقبل إلى خطوات تصعيدية لاسترجاع حقوقنا التي ما عدنا نرضى بهدرها”. وأولى هذه الخطوات المرتقبة، ما لم تتحسّن التغذية لغاية الإثنين المقبل، إقفال محطة تحويل الكهرباء القائمة في مجدل عنجر.