جاء في موقع “جنوبية”:
في جلسة”مثيرة”، خطف فيها حسن دقو الذي اطلق عليه لقب”ملك الكبتاغون”، الانظار من بين الموقوفين السبعة الى جانبه في قفص الاتهام لدى قاعة محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي سامي صدقي، جلسةٌ إنتظرها دقو عاما كاملا كما قال، ليوضح”كم نقطة” بعد التشهير به فيما هو “رجل الامن في سوريا” كما وصّف نفسه، متحدثا عن انجازاته في القبض على الشبكات الارهابية وتجار المخدرات ومروّجيها.
دقّو الذي يملك ثروة طائلة، ورث عن والده مبلغ 16 مليون دولار “كاش”، فكان الى جانب “عمله الامني” في سوريا، يتعاطى اعمالا تجارية عديدة، من خلال اسطول صهاريج يملكه لنقل المشتقات النفطية من بانياس وحمص ، فضلا عن ادارته مصنع مبيدات زراعية في الاردن. واللائحة تطول عن المعامل والشركات التي يملكها والتي عدّدها امام المحكمة، فيكون بذلك قد “عمل في كل شيء” الا.. تجارة المخدرات او ما يتصل بها، فيما يأتي توقيفه في نيسان العام الماضي بعد ضبط اكبر شحنة كبتاغون قدرت ب 94 مليون حبة ضبطت في ماليزيا وكانت وجهتها السعودية، واتهم حينها دقو بانه وراءها. يفاخر دقو امام المحكمة بانه “رجل امن في سوريا ووفق بطاقة رسمية”، عندما إستوضحه ممثل النيابة العامة القاضي يحيى غبورة عما اذا كان “مجندا او مخبرا لصالح الامن اللبناني او السوري”، ليضيف دقو بانه”مواطن لبناني وكان يتعامل مع جهاز امني لبناني كمخبر عبر وسيط زوّده سابقا بمعلومات عن عملية تهريب سلاح و”كمشوها”، وكان تحت امرته “200 عسكري سوري لحماية مواكب امن البضائع اثناء الاحداث في سوريا”. ويروي دقو اثناء استجوابه امام المحكمة “رحلته” في الامن السوري الذي بدأ العمل لصالحه منذ العام 2011، “عملنا في مكافحة الارهاب وتحرير قرى حدودية مع لبنان ومنها الطفيل” التي يتحدر منها المتهم.
ويضيف دقو:”اتانا الامر من القيادة العسكرية السورية، ان الحرب على تجار المخدرات هي كما الحرب على المجموعات المسلحة، فقمت بضبط عمليات تهريب للمخدرات على الحدود السورية وفي المرفأ السوري”. وينكر دقو معرفته بالمتهم السوري ممدوح الحجي، الذي اعترف بانه تعرف على دقو في منزل الاخير اثناء زفاف شقيقه واعلمه حينها دقو انه يعمل في صناعة وبيع وتجارة المخدرات وعرض عليه العمل معه. لكن دقو نفى هذه الواقعة وتحدث عن ان لديه شاهد عن تعرض الحجي للتهديد “وغصب عنو اعترف علي”. اما كيف يفسر تواصله مع ملاحقين بالمخدرات بعد تحليل داتا الاتصالات، فبرر ذلك بالقول انه كان يتواصل مع تجار مخدرات كما ارهابيين لتجنيدهم لصالح الدولة السورية مستدركا:”نص الارقام مش إلي”. وسئل دقو عن علاقته بالموقوفين الاخرين، منهم من عمل سائقا لديه او سائق”المدام” وآخر قصده وهو سوري مستنجدا به لمساعدته كونه مطلوب في بلاده، وقال هذا المتهم عبد الحميد ابراهيم ان دقو طلب منه مبلغ 400 الف دولار دفع منه مئة الف كدفعة اولى، وقال له دقو انه “سيدفع للدولة السورية”لكن مشكلته لم تُحلّ. وتدخل دقو ليوضح على طريقته ان المبلغ المالي الذي قبضه من عبد الحميد تبرع به ل”صندوق الشهداء” . إقرأ أيضاً: «المازوت الأممي» يَفضح كذبة «مازوت إيران» في مستشفيات الجنوب..و«تشتت ثوري» يخدم «حزب الله» بقاعاً! اما عن علاقته بمحام سوري موقوف ايضا في الملف انكر دقو ما ذكره الاخير، بانه ارسله الى احدى دول الخليج لتحصيل “دين مخدرات” ، وايد المحامي اقوال دقو متراجعا بذلك عن اعترافاته الاولية. واضاف عليها انه اقام في الخليج هربا من الحرب السورية موضحا بانه كان وكيلا للمطلوب السوري الفار المدعو شجاع ولم يكن يعلم ان الاخير يتاجر بالمخدرات.
وافاد احد مرافقي دقو المدعو قتيبة انه رافقه عدة مرات الى سوريا حيث قصد قيادة الجيش السوري وشعبة المخابرات وانه يعرف ان دقو هو رجل امن وكان مسلحا، مشيرا الى انه قبض مرة واحدة حوالة مالية عبر احدى شركات تحويل الاموال لمصلحة دقو وهي كانت عبارة عن رواتب لموظفين لديه ولزوجته ولمهندس يعمل في الشركة التي يملكها دقو. وتحدث المتهم سامي رسلان عن عمله كسائق لدى المدعو شجاع الذي كان يكلفه بقبض اموال من شركات تحويل الاموال وقد كرر هذا الامر حوال 12 مرة ومن بينها مبالغ وصلت الى 20 الف و35 الف دولار هي عبارة عن مصاريف لرب عمله شجاع الذي كان يسكن في شقة في قب الياس. وختم دقو استجوابه بشرح ظروف توقيفه من قبل عسكريين اثنين فقط”لم يضبطا معي اي شي” موضحا بانه ضبط في منزله مليوني دولار وفي مكتبه مليون ومئة الف دولار قال ان مصدرها هو شركة الكسارات “ولزوم العمل”. واضاف مستغربا المعاملة التي عومل بها اثناء التحقيق “حيث لم يأخذوا بعين الاعتبار صفتي كرجل امن “، فضلا عن ان المحققين”اهانوا الدولة السورية” وصرخوا بوجه زوجته التي حضرت معه كمحامية و”نقّزوها” وهي كانت حاملا في شهرها التاسع. وختم قائلا بان “الاسئلة التي وجهت اليه لم يكن لها علاقة بالملف انما تركزت حول “ما اذا كنت مرشحا للانتخابات النيابية بعد توزيعي مساعدات في البقاع ومنها مليار ليرة لمفتي البقاع لتوزيعها على المحتاجين”. وأضاف دقو اقواله قائلا ان المحقق”طلب مني ان اختار بيني وبين زوجتي”.
ما زعمه معظم الموقوفين عن تعرضهم للضرب والترهيب والتهديد، دفع بالمحكمة الى سماع اقوال احد ضباط التحقيق الذي نظم محضر استجواب المتهمين ، فأكد بعد تأييده المحضر المنظم من قبله، ان احدا منهم لم يتعرض للضرب او التهديد. وبعد ان استمهل وكلاء الدفاع للمرافعة رفعت الجلسة الى 14 آذار المقبل.