بقلم لينا الحاج
يتفق المتابعون لمجرى التطورات السياسية في الشارع السني بعد تعليق الرئيس سعد الحريري للعمل السياسي ان موجة الغضب باتجاه القوات اللبنانية وتحديداً عند الطبقة الشعبية للتيار في البقاع والشمال كبرت اكثر من الفترة الماضية وقطعت اشواطاً في وجدانية المشهد عند العامة وبدأت تتحول الى كره في اوساط الناس و من دون التفاف الى الخطاب السياسي الذي ترفعه القوات او المجاملة المنمقة من رئيس القوات سمير جعجع باتجاه الحريري او القاعدة السنية.
ومن يتابع بدقة مجريات الواقع يجد ان بعض النخب السنية السياسية او الثقافية او الاعلامية لا تزال تجد مساحات مشتركة مع القوات وحنين للسنوات في النضال السلمي من ايام ساحات بيروت في ١٤ شباط الى ايام السنين الماضية ولا يزال البعض يراهن على بلورة لسكك جديدة تضخ فيها المياه الدافئة من جديد.
ولكن المشكلة عند هذه الطبقة في الموجة التي تحولت الى واقع يقارب الحرم الديني والاخلاقي والاذى بالتعامل مع القوات على قاعدة انها جزء من ماكينة ساهمت ودفعت وساعدت ونظرت وانقلبت على الرئيس سعد الحريري وتدلل على ذلك اتصالات الفجر التي نكست بوعود الليل وتركت الحريري لوحده بوجه المد الذي احرجه فأخرجه بعد التكليف والتسمية في رئاسة الحكومة.
ويتوقف البعض عند الاجتماعات التي تعقد في البقاعين الغربي والاوسط والتي بدأت لاءات التواصل مع القوات او الجلوس معها تظهر للعلن حتى ان قيادي في البقاع الغربي قال في احد جلساته ان اي مرشح يتعاطى في البقاع مع القوات يكون بذلك داعماً لمن تأمر على بيئته واهله وناسه وقيادته. والان يريد ان يحصد جوائزه على حساب كرامتنا وحضورنا ووجودنا.
ويختم هذا لن يحصل وسنكون له بالمواجهة والمرصاد.
لذلك نشطت في الايام الماضية لقاءات ليلية صاخبة كان النقاش الصاخب فيها ان التعاطي مع القوات اللبنانية من موبقات العمل السياسي عند جمهور تيار المستقبل وان التعاطي معهم سيكون من محرمات الادبيات السياسية التي سيرتكز عليها مناصرو التيار في هذه الفترة وايضاً في المستقبل ولربما يغمز البعض بالقول الى ان هذه الخصومة ستمتد للسنوات القادمة.