اعتبر سفير أوكرانيا إيهور أوستاش، في بيان، ردا على حديث تلفزيوني لسفير روسيا ألكسندر روداكوف أنه “عندما يقوم الناس العاديون بتداول المعلومات الخاطئة، فهذا يعني أنهم لا يستطيعون الوصول إلى المعلومات الحقيقية الصحيحة؛ وإذا قاموا بتعميم المعلومات الإعلامية المضللة، فهذا يعني أنهم إما لا يعرفون كيفية التحقق من المعلومات أو أنهم يؤدون مهمة دعائية؛ ولكن إذا تم تداول وتعميم المعلومات المضللة من قبل الدبلوماسيين، فهذا دليل على عدم الكفاءة المهنية”.
أضاف: “أريد تاليا أن أفند تصريح سفير روسيا في لبنان بندا بندا: إن تسمية حرب دموية بعملية عسكرية بعد 9 أيام من بدئها، عندما تكون عمليا حربا على الإنترنت، وعندما يشاهد العالم بأم عينيه جميع جرائم الحرب الروسية عمليا من مسرح الأحداث، فهذا ينم بالمقام الأول عن عدم مهنية، وفي المقام الثاني، يعتبر عملا لا إنسانيا. وفي ما يتعلق بزعم عدم تضرر البنية التحتية، ألفت نظركم الى الحقائق التالية: قصف الجيش الروسي بالمدفعية الثقيلة أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، وهي محطة زابوريجيا؛ وكذلك تم قصف العديد من محطات الطاقة الحرارية، ولا سيما في مدينة أوختيركا. السكان المدنيون من عشرات المدن والبلدات أصبحوا بدون تدفئة في منتصف فصل الشتاء. تم تدمير البنية التحتية في مدن خاركيف، ماريوبول، سومي، خيرسون، فولنوفاخا، محيط كييف، تشيرنيهيف، وجيتومير؛ وتم تدمير المنشآت المدنية مما شكل خطرا على الإنسان. سقط على أوكرانيا ما يزيد عن 500 صاروخ من نوع غراد واسكندر، كما أطلقت صواريخ كروز مجنحة من نوع كاليبر، على البلدات والمدن في أوكرانيا”.
وتابع: “نحن الآن على أعتاب أكبر كارثة من صنع الإنسان في تاريخ البشرية. الكلام عن أن الجيش الروسي يعمل بدقة شديدة أصبح نكتة سمجة في العالم: فقد تم تدمير مستشفيات التوليد، ومؤسسات الأطفال، والأحياء السكنية بأكملها في مدن خاركيف، تشيرنيهيف، سومي، بوتشا، بورودينكا، وبيلا تسيركفا. كما حلت كارثة على التراث الثقافي: فقد تم تدمير متحف في محافظة كييف يحتوي على لوحات لا تقدر بثمن للفنانة الأوكرانية العبقرية ماريا بريماتشينكو. لكن الأهم هو أن الناس المسالمين والمدنيين يعانون. فقد بلغ عدد الضحايا المدنيين الآن 2000. أكثر من ثلاثين طفلا سقطوا ضحايا جراء القصف. هذا في غضون 9 أيام فقط من الحرب. المجتمع الدولي كله مندهش: روسيا صرفت الأموال على التسليح لسنوات عديدة، ورمت دولاراتها النفطية ليس من أجل رفاهية الناس، ولكن من أجل الجيش، ولكي يطلقوا على أنفسهم تسمية أقوى جيش في العالم، هذا الجيش الذي أثتبت عدم الكفاءة المهنية! فقد تبددت أسطورة الجيش الروسي الذي لا يقهر. هذا الجيش قد ألقى، وفقا للاستخبارات العالمية، أكثر من 80 في المائة من أسلحته على أوكرانيا، الدولة الصغيرة المسالمة، أنتم لا تقاتلون ضد الجيش الأوكراني، أنتم تقاتلون بالفعل ضد السكان المدنيين في أوكرانيا. مرة أخرى، من المحزن جدا أن نرى الكرملين يرسل الجنود الصغار في السن الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و19-20 عاما ليتحولوا وقودا للمدافع: فحتى صباح يوم 4 آذار، خسر الجيش الروسي 9166 فردا”.
وراى انه “بالإضافة الى ذلك: تم تدمير آلة الحرب العسكرية الروسية، فلغاية صباح 4 آذار تم إحصاء الخسائر التالية: دبابات 269، آليات مصفحة 939، أنظمة المدفعية 105، راجمات الصواريخ 50، أنظمة الدفاع الجوي 19، طائرات حربية 39 (يتم تحديدها)، طائرات عامودية 40 (يتم تحديدها)، عربات 409، زوارق سريعة خفيفة 2، صهاريج وقود 60، طائرات بدون طيار 3”.
أضاف: “حضرة السفير، إن ما تزعمونه عن النازية في حق دولة عاشت حياة سلمية وديمقراطية لمدة 30 عاما وحققت نجاحات غير مسبوقة في الاقتصاد والثقافة والعلوم، حيث يتحدث فيها الشعب اللغتين الأوكرانية والروسية بطلاقة، يعني أنكم لم تجتازوا اختبار الوعي الدبلوماسي. لقد وجهتم الإساءة إلى أكثر من نصف سكان أوكرانيا، الذين يتحدثون الروسية في الحياة اليومية ويبنون أوكرانيا جنبا إلى جنب مع المواطنين المتحدثين بالأوكرانية. أنتم ترون كيف أن مواطني خاركيف، ماريوبول، أوديسا، سومي، وتشيرنيهيف مستعدون للموت في سبيل الدفاع عن مدنهم، وكيف أن مدينة خيرسون لم تستسلم للمحتل. العالم منذ زمن بعيد أصبح مختلفا عما تروجه قنوات الدعاية العميلة في الكرملين. ما اعتبرتموه من أن بعض الدول قد صوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بضغط أمريكي يعتبر إهانة للمجتمع الدبلوماسي بأسره وجميع الدبلوماسيين شخصيا من 140 دولة، بمن فيهم الغالبية العظمى من العرب، وعلى وجه الخصوص لبنان”.
ولفت الى انه “بكلامكم هذا أنتم تهينون أيضا قيادات تلك الدول، التي عبرت عن رفضها الحازم للعدوان الروسي على أوكرانيا. حضرة السفير، أنتم قلتم أيضا إنه لا يمكنكم مقارنة جميع غزوات الناتو وأميركا بتلك التي تقوم بها روسيا. نعم، فالعالم كله بدوره لا يمكنه المقارنة، بل إنه يبني استنتاجاته على ما يشاهده بوضوح من أفعالكم. لهذا السبب ستنظر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في جرائم الحرب الروسية، وبالمناسبة، المدعي العام، وهو كريم خان، المسلم، تلقى طلبات كافية لبدء تحقيق في جرائم روسيا في أوكرانيا وشرع في العمل. وقد وصل بالفعل فريق من المحققين من محكمة لاهاي إلى أوكرانيا”.
وختم: “نفهم أن الدبلوماسية الروسية تمر حاليا بأزمة عميقة. ولكننا اليوم، ببساطة نأمل منك أن تبقى إنسانا. نحن نقاتل من أجل حريتنا، وسوف يكون النصر حليفنا بالتأكيد!”.