أطلق مرشح القوات اللبنانية عن المقعد الارثوذكسي في زحلة المحامي الياس اسطفان برنامجه الانتخابي في اوديتوريوم مدرسة القلبين الاقدسين في زحلة، بحضور اعضاء لائحة “زحلة السيادة” المرشحيَن عن المقعد الكاثوليكي النائب جورج عقيص وسابين القاصوف، المرشح عن المقعد الماروني ميشال تنوري، والمرشح عن المقعد الارمني بيار دمرجيان، النائبين السابقين انطوان ابو خاطر وجوزيف المعلوف، الوزير السابق سليم وردة، الامين العام لحزب “القوات” غساد يارد، ومنسّق “القوات” في زحلة ميشال فتوش، اضافة الى رؤساء البلديات والمخاتير والفاعليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والحزبية وحشد من القواتيين.
وتحدث الشاعر والاديب والمفكر جورج كفوري في الافتتاحية عن تاريخ زحلة المقاومة واهلها ونضالهم وعن اسطفان الذي عرفه منذ كان طالباً وتوقف عند مزاياه وشخصيته.
وبدوه قال اسطفان، إن “هنا زحلة العرين ومدينة الأبطال والمقاومة عبر التاريخ القديم والحديث، هنا زحلة المكان الذي يقف فيه الرجال في وجه الشمس والريح حيث بيادر الفرح وخوابي الخمر، هنا زحلة قصائد الحب واناشيد عنفوان ووجوه الاهل وقلوب الأحباء، هنا زحلة مسقط رأسنا ومدفن أجدادنا”.
وأكد أن “اهالي زحلة مدعوون ليكونوا مرة جديدة في الخط الامامي في صفوف المواجهة الوطنية الكبرى، اذ ان لبنان، وهو أيقونة الحضارة في هذا الشرق الحزين، يواجه استحقاقات مصيرية تهدد كيانه ووجوده وتاريخه ويخوض أشرس المعارك في وجه مسلّح جاهل مدعي”.
واذ لفت الى انه “لن يبادر الى تكرار أفكار مألوفة او يلجأ الى تقديم وعود براقة افرغتها الممارسة السياسية التقليدية من مضمونها”، شدد اسطفان على انه “يقدّم نفسه كشاب زحلي طموح أحب مدينته وعاش أفراحها ومآسيها وتعلّم من تاريخها دروسا وعبر”. واوضح ان “دور زحلة الوطني دفعه للترشح وبالتالي للمساهمة بتفعيل دورها في صياغة الوطن المنشود وترسيخ وجوده، ورسم رسالته الانسانية في عالم اليوم الذي فقد الاتجاه والهدف”.
وأكد اسطفان ان “خلفياته وأهدافه تتلاقى من دون أدنى تحفظ مع حزب “القوات اللبنانية”، شاكرا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع والمجلس المركزي على منحه هذه الثقة. ووجه تحية للقواتيين في زحلة بشخص المنسق ميشال فتوش، وهم يتعبون ويبذلون الغالي والرخيص لنجاح هذه المعركة الوطنية المصيرية.
وأضاف، “ترشحي اكتمل كوني على لائحة زحلة السيادة التي تضم نخبة من اهل المنطقة واتشرف ان اكون الى جانبهم وهم سابين قاصوف، وديما ابو دية ياغي، وبلال الحشيمي، وبيار دمجيان، وميشال تنوري، والنائب جورج عقيص”.
كما اشار الى ان “زحلة في قلب لبنان، ولن ترضى الا بتثبيت الكيان اللبناني، ولن ترفع الا راية السيادة والحق، ولن تقبل الا بمعايير الدولة التي تتمتع بسلطة كاملة على أرضها في الأمن والحدود والقرار والممارسة”، مشددا على ان “هذه المعايير تنادي فيها بكركي عرابة الكيان والاستقلال، تحت عنوان الحياد، والتي على اساسها ولدت “القوات اللبنانية” واستمرت واستحقت شرف صفة “المقاومة اللبنانية” المعمدة بالدم والنار والشهادة والغار”.
وتابع، “عن تاريخنا المقاوم لن نحيد وعن عنادنا وصمودنا لن نتخلى، للسيف زنودنا بتحمل وللصوت منلبي الندا، لذا الصوت اليوم ينادي للبنان 10452 كلمتر مربع، لبنان الذي يُعدُّ الأرز رمزاً له ولغته الانفتاح ووجهه الحضارة، الصوت لصندوق الخط التاريخي للقوات اللبنانية، يعني ان الصوت اليوم كما غداً زحلاوي، وبالتالي “صوّت زحلاوي.. وودّي صوتك بعيد، مطرح ما جبينك بيواجه الشمس وجبهتك بتواجه الريح وراسك بيطال الغيم”.
اسطفان جدد التأكيد انه “على الرغم من العناوين الوطنية الكبرى والأولويات السياسية والاقتصادية في وطننا، الا انه لن يهمل التحديات المحلية، ولن يتهاون أمام هموم زحلة لأنه ينطلق منها صوب رحاب الوطن، باعتبار انها ابنة البقاع ونموذج الموزاييك اللبناني بتنوعه وغناه، وتتمتع بخصائص ومكونات تختصر مكونات الوطن الانسانية، السياسية، الطبيعية، الاقتصادية والروحية”.
وأردف، “زحلة ميناء البقاع، ذاك البحر البري، وتجمع الساحل بالداخل وتشد الجبل للسهل، زحلة مزيج سكاني يشمل العائلات الروحية اللبنانية التي شكّلت تماذجاً ثقافياً استثنائياً، أدى بالتاريخ لولادة نظام الشورى على المستوى السياسي ودفَع لبناء الجمهورية الاولى في الشرق، زحلة لم تعرف الأقطاع أو العشائرية إنما التفاعل والتواصل والمشاركة في اتخاذ القرار، وحكاية الاختام السبعة دليل معبر على البدايات الديمقراطية لمدينتنا”.
وتطرّق الى اقتصاد البقاع القائم عموما على الزراعة الصناعية التحويلية من الخمور ومنتجات الكرمة وغيرها وصناعة الكثير من الادوات الزراعية والمنزلية، وقال: “بقدرتنا تفعيل هذا القطاع وتحويل المدينة الى عاصمة الصناعة الغذائية في لبنان انطلاقا من شعارنا الذي أطلقناه في حملتنا: أمام تردي الأوضاع الاقتصادية سهلُنا هو الحل. من هنا واجب علينا دعم مشاريع الأعمال الصغيرة والكبيرة للقيام بنهضة تدعم الاقتصاد المحلي والوطني”.
اما في ما خص السياحة، فركّز اسطفان على ضرورة وضعها على جدول الاولويات كون زحلة “منتزه البقاع الطبيعي”، فضلاً عن إضافة السياحة الاستشفائية لمعالمها، وتطوير هذا المجال الصحي نظرا لانعكاسه على سوق العمل المحلي واهميته في خلق فرص للحفاظ على الطاقات العلمية داخل زحلة ومنعها من الهجرة الداخلية أو الخارجية.
بالنسبة للثقافة، فذكّر ألا “منبر يعلو على منبر زحلة، فهي أمّ الشعراء المُبدعين وصاحبة الانتاج الثقافي النوعي والغزير، وهي التي عُرفت تاريخيا بمدرسة العرب وبالتالي عليها أن تكون اليوم منارة العلم وجامعة البقاع”.
كذلك توقّف عند التنمية البشرية، حيث لفت الى اهمية “وضع خطة تشمل الأجيال الجديدة على المستويات التربوية والرياضية والأخلاقية والاجتماعية، اضافة الى تنمية شاملة تنطلق من تحديث البرامج وتنمية الحس الاجتماعي والديمقراطي والتركيز على المواطنة ونبذ التعصب وإطلاق طاقات المستقبل لشفائه من امراض الماضي”.
وتابع “كل المعطيات الزحلية النوعية التي ذكرتها، تجعلني أؤمن ان العمل النيابي، كونه تشريعي أولا، لا يتعارض مع السعي النيابي عبر القنوات والمؤسسات الرسمية والخاصة، محليا ودوليا لخلق أرضية فاعلة تطوّر مجتمعنا على قاعدة، لا يمكن أن تنطلق في أي عمل إلا من حيث أتيت. وأنا أؤمن كما الجميع أن زحلة هي القلب والمنطلق والحقل لكل تنمية وتطوير، وهي رسمت في يوم الخطر خطوطا جديدة وبدّلت مواقع ومخططات، ويمكنها اليوم بتصميم اهلها وخصوصا شبابها احقاق التغيير”.
من هنا، أكد ان كل هذه العناصر شكّلت دافعا كبيرا لخوض مواجهة كبرى، انطلاقا من زحلة، في وجه عدو قديم جديد ومؤامرة تسعى الى تغيير وجه البلد، ولكن اعتبر اسطفان ان البارودة كانت السلاح بالأمس الا ان الورقة والصوت والصندوق سلاح اليوم، باعتبار انه بالخيار الصحيح في الانتخابات النيابية المقبلة تخاض معركة تحرير لبنان من الهيمنة الايرانية وسيطرة حزب السلاح وسلطة الفساد المحمية منه.
وتابع “ننجح بتحرير لبنان من خلال التصويت للائحة “القوات اللبنانية”، لذا سويا علينا ان نثبت مرة جديدة ان ابطال زحلة سيوفّرون في الانتخابات الغطاء الشعبي للقوات في معركة تحرير لبنان. وكما تعدّ منطقتنا رأس حربة في معركة السيادة، ستكون ايضا رأس حربة في معركة فوز القوات فيها، فزحلة المواقف والبطولة والرجولة لن تتهاون مع أعداء لبنان ورح تنتخب صح، رح تنتخب قوات لبنانية”.
واذ رأى اننا “أمام ركام دولة، ولا خيار امامنا الا اتخاذ الموقف الصحيح بالتوجه الى صناديق الاقتراع، خصوصا اننا في خضم مفصل تاريخي يحدد مصير البلد”، شدد اسطفان على ان “لبنان لن يعيش تحت رحمة السلاح، ولن يدار برفع الاصبع ولا بتحريك العمامة، ولن يهدّد بغزوة عين الرمانة، ولا بوضع اليد على أراضي لاسا، فهو باقٍ كوطن لجميع أبنائه، تحميه الدولة وليس الدويلة، لذا في وقت الحزّات لبنان بيعرف رجالو”.
وتوجه الى اهالي زحلة قائلاً، إنه “لأجل تراب لبنان المجبول بأحمر الشهادة بدنا نصوت صح، ولأجل زحلة بدنا نصوت للبنان، ولأجل لبنان بدنا نصوت زحلاوي، ولأجل زحلة ولبنان بدنا الصوت الزحلاوي للائحة القوات اللبنانية. فلنكن كثراً ونؤكد مرة جديدة ان لبنان لنا ويشبهنا، لبنان جبال الأرز وصنين الثلج وسهول القمح وبحر بيروت”.
وأضاف، “لا بد ما يطلع الضوّ، لا بد كل ما طلّ نيسان ع زحلة، تزهّر أرض الشهادة، وتفتّح بأيار صْوات ع نغمة الحرية والانتصار”.