زار عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور، يرافقه أعضاء لائحة “القرار الوطني المستقل”، أزهر البقاع، بحضور الوزير السابق جمال الجراح ومشاركة المرشح النائب محمد القرعاوي والمرشحين جهاد الزرزور وعباس عيدي.
وحضر أيضا القاضي الشيخ عبد المجيد الخطيب ووفد من المشايخ ورجال الدين وفاعليات وأعضاء المجلس المذهبي الدرزي الشيخان يوسف أبو إبراهيم وأسعد سرحال وعلي فايق والمهندس مروان شروف ووكيلا داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي رباح القاضي والغربي حسين حيمور وأعضاء وكالة ومعتمدون ومديرو فروع وحزبيون ومديرو مؤسسات تربوية وهيئات ثقافية واجتماعية ورؤساء بلديات ومخاتير.
وكان في استقبالهم مدير مؤسسات أزهر البقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي، القاضي الشيخ عبد الرحمن شرقية، الشيخ الدكتور ابراهيم الغزاوي مستشار المفتي محمد مرعي ياسين، مدير صندوق الزكاة – فرع البقاع كمال الدين العفش، أمين سر دار الفتوى في البقاع الشيخ عاصم جراح، رئيس مركز البحث العلمي في دار الفتوى الشيخ نادر جمعة، رئيس الدائرة الإعلامية في دار الفتوى المهندس يوسف كساب، الناظر العام في مؤسسات أزهر البقاع الشيخ عمر جانبيه، مدير إذاعة “القرآن الكريم” الشيخ غنوم نسبين، ومدير مكتب المفتي الشيخ زياد هيفه.
وألقى أبو فاعور كلمة قال فيها: “إن شهر رمضان يعد شهر الرحمة في زمن أكثر ما نحتاج فيه إلى الرحمة، وإلى رحمة المسؤول والحاكم على المحكوم والسياسي على المواطن، وإلى رحمة الإنسان على أخيه الإنسان. نأتي إلى أزهر البقاع، إلى هذا الموقع الوطني الذي دائما نأتي إليه في الأيام الصعبة، ولطالما اعتدنا أن نأتي إليه في الظروف التي تحتاج إلى أن نؤمن على أنفسنا ومنطقتنا ووطننا. أنتم اليوم تحملون الإرث وتحرصون عليه وتتبعون المسار بما يحفظ هذه المنطقة ودورها على مستوى الوطن”.
أضاف: “نأتي اليوم ليس لطلب الأصوات، بل لطلب المشورة أولا، والدعم ثانيا في ما يحفظ المنطقة، وليس في ما يحفظ أي نائب منا. إن الاستحقاق المقبل يأتي في خضم صعوبات وطنية كبرى على صعيد الوضعين الاجتماعي والاقتصادي، ولكن يأتي أيضا في خضم محاولة للانقضاض على الوطن واعتبار أنَّ الانتخابات هي الفرصة الأنسب لذلك”
وتابع: “هناك أمور كثيرة على المحك، وكذلك مستقبل لبنان وهويته العربية ومستقبل ابنائه، ونظامه واستقلاله وتبعيته أيضا. وبالتالي، بعيدا عن شخصنا كمرشحين وبكل صراحة وشفافية، لا نريد إقحام دار الفتوى في أي صراع انتخابي لأنها دار الجميع”.
وأدرف: “إن دار الفتوى على مسافة مع كل الناس، لكن نريد أن نطلق من هذا الموقع الوطني الكبير النداء بأن على أبناء البقاع الغربي وراشيا مهمة جليلة، وهي المشاركة في الانتخابات، لأن عدم المشاركة هو هدية مجانية لكل من يريد أن يتلاعب بهوية هذه المنطقة وكل من يريد أن يغير حقيقة تمثيلها وإعادتها إلى الوراء وإلى زمن كنا اعتقدنا أنه مضى”.
وقال: “ليس من الطبيعي أن تكون لدى أحد مصلحة، على مستوى هذه المنطقة وراشيا والبقاع الغربي وكل البقاع ولبنان، وإن كان على الصعيدين السياسي او الديني، في العودة إلى السنوات العجاف التي كان فيها تمثيل المنطقة منتقصا، وكانت فيها المنطقة مجتزأة”.
أضاف: “سماحة مفتي الجمهورية كان لديه موقف بالدعوة إلى الانتخاب من دون الانحياز إلى لائحة أو مرشح على حساب آخر، ونحن نتمنى من فضيلة المشايخ أن يتم تحفيز كل أهل المنطقة على المشاركة في الانتخابات، لان كل تجارب المقاطعة السابقة كانت سيئة. إن حرية خيار المواطن في التصويت لمن يريد هو أمر مشروع إلا أنَّ الاستنكاف وعدم المشاركة في الاستحقاق الانتخابي هو أمر خطير ولديه انعكاسات كثيرة، ونحن جزء من هذه الصورة النمطية العادية ولا نريد أن يقود المشهد الانتخابي إلى مزيد من العقود الظالمة والمظلمة، ولا نريد لقانون الانتخاب أن يقود إلى مجلس نواب جديد يكون فيه إعادة توجيه لهذا العهد بما مثل على كل المستويات وأن يعود الانتاج له لتستمر معه مأساة اللبنانيين”.
وتابع: “إن هذا القانون، الذي أقر على قاعدة أنه سيحقق التمثيل الحقيقي، دمر اتفاق الطائف وكل ما تم التوصل إليه منذ هذا الاتفاق حتى اليوم من الشراكات الوطنية وخلق العداوة داخل اللائحة الواحدة حتى بين الحلفاء”.
وأردف: “هذه الزيارة هي للتأكيد مع زملائنا النواب، أننا أينما كنا في السياسة فإن هذه الدار تحكمنا بوجهة نظرها الوطنية، ونحن لدينا تمن نطلقه من هذا الدار ودعوة إلى أبناء البقاع الغربي وراشيا أن يحفظوا التمثيل الحقيقي وأن يشاركوا في الانتخابات مشاركة فعالة، فهناك قضايا كثيرة على المحك إذا لم ندافع عنها فهي في دائرة الخطر، هوية المنطقة السياسية في دائرة الخطر وعروبتها واستغلال قرار ابنائها أيضا، وهذا الخطر لا يردعه إلا الصوت الحر الوطني من دون أن نطلب من دار الفتوى الانحياز”.
وطالب من الدار بـ”دعوة أبناء المنطقة إلى أن يكونوا على قدر الاستحقاق لنحافظ على ما نمثل من هوية المنطقة وقرارها، إذ في حال لم نحافظ نحن على هويتها وسياساتها لن يحافظ عليها أحد، خصوصا أن سياسة أحصنة طروادة وابتداع بعض الرموز السياسية والقول إنها تمثل المنطقة لن يقود البلد إلا لتكرار تجارب سابقة”.
من جهته، قال الغزاوي: “إن الوطن يعيش جهنم، كما وصف البلد من يرأسه. وبالتالي، نحن نحتاج إلى أن نخرجه من جهنم إلى الجنة، وهذا يحتاج إلى قضاء مستقل وسلطة تنفيذية تراقب ومجلس تشريعي يسن القوانين ويحفظ الدستور”.
بدوره، قال شرقية: “إن الأزهر مفتوح للجميع، فدار الفتوى هي دار جميع المسلمين واللبنانيين، وآمل أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة تغيير نحو الأفضل، فكل يملك جماعته، لكن الشعب ملك هذا الوطن”.